تقرير | برعاية أحمد أحمد..الكاف يُساعد لاجاردير على نَهب حقوق مصر من تنظيم أمم أفريقيا
يستعد المدير التنفيذي السابق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم “عمرو فهمي” لتفجير مفاجآت من الوزن الثقيل، حين يلتقي برئيس الفيفا “جاني إنفانتينو” هذا الشهر، تتعلق بمخالفات مالية لرئيس الكاف أحمد أحمد قد تُطيح به خلال الانتخابات الرئاسية القادمة للاتحاد.
ولدى عمرو فهمي أدلة تؤكد تطور العلاقة المشبوهة بين رجال الكاف وشركة لاجاردير الفرنسية، ووصولها إلى حد نهب جزء كبير من حقوق مصر المالية من تنظيمها لكأس أمم أفريقيا 2019، والذي سيضم 24 منتخبًا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، بزيادة قدرها 20 مباراة عن النسخ السابقة، ويصل المبلغ المنهوب لحوالي 10 مليون دولار!.
العقود الموقعة بين الكاف ولاجاردير، كانت تخص بث البطولة عند إقامتها بـ16 منتخبًا فقط، وعدد مباريات يبلغ 32 مباراة، بينما البطولة الآن ستلعب بين 24 فريقًا، وعدد مبارياتها سيزيد، مما يعني أن الكاف جامل شركة لاجاردير بعدم تعديل العقود، ما سَيُضيع على مصر نصيبها من أرباح بث 20 مباراة بعد زيادة المنتخبات.
ويود عمرو فهمي من لقاءه بإنفانتينو توضيح تفاصيل تلك القضية بالأدلة التي بحوذته، حيث بدأت مراسلات بينه وبين لاجادير منذ يوليو 2018.
ويرتبط موضوع لاجاردير ارتباطًا وثيقًا بإقالة عمرو فهمي من منصبه مطلع شهر أبريل الماضي، وتعيين المغربي “معاذ حجي” بدلاً منه بقرار فردي متعسف – على حد وصفه – صدر من رئيس الكاف “أحمد أحمد” دون الرجوع للجنة التنفيذية للاتحاد.
وتمتلك شركة لاجاردير سبورت الفرنسية لحقوق بث المسابقات الأفريقية للأندية والمنتخبات في الفترة من 2016 إلى 2028 -.
وما يُضاعف اللغط في تلك القضية الشائكة، العلاقة الوطيدة التي تربط رئيس شركة لاجاردير “إدريس أكي” برئيس الاتحاد المصري لكرة القدم “هاني أبو ريدة” ورئيس الكاف “أحمد أحمد” بالإضافة إلى السكرتير العام الجديد للكاف “معاذ حجي”، حيث ظهر مع الثلاثي في السعودية لأداء العمرة.
متى بدأت قضية عمرو فهمي مع الكاف؟
خلال الجمعية العمومية للكاف في سبتمير 2018، تحدث أحمد أحمد عن تحضيره لفتح خطوط اتصال جديدة مع إدارة شركة لاجاردير سبورت، لإعادة التفاوض معهم لتعديل بنود العقد السابق، والذي أبرم في عهد الرئيس السابق للكاف “عيسى حياتو” في شهر سبتمبر من عام 2016، أي قبل 6 أشهر من انتخابات الكاف 2017.
ووافقت اللجنة التنفيذية للكاف عند تعاقدها مع لاجاردير في 2016 على إدراج بند يسمح للاجاردير بتجديد احتكارها لحق بيع بث المسابقات الأفريقية حتى عام 2036، إذا ما أرادت هي ذلك، دون الرجوع إلى اللجنة التنفيذية للكاف أو إلى رئيس الكاف، ما يعني سيطرتها بشكل كامل وتحكمها في الاتحاد لمدة تزيد عن 15 عامًا.
وكان السكرتير العام السابق للكاف “عمرو فهمي” بعث برسالة رسمية إلى لاجاردير سبورت يوم الرابع من يوليو 2018، يخبرهم فيه بأهمية تطبيق البند رقم 9.5 في العقد، والخاص بأهمية زيادة نسبة أرباح الدولة المستضيفة لكأس أمم أفريقيا 2019 من البث التلفزي، لأكثر من 20٪، مع زيادة عدد المنتخبات إلى 24 وزيادة عدد المباريات.
ووضع عمرو فهمي مهلة وصلت إلى 60 يومًا، تنتهي يوم الرابع من سبتمبر 2018، بحيث إذا لم تقدم لاجاردير سبورت عرضًا جديدًا لتغيير العقد السابق، سيعتبر العقد لاغي، وسيصبح من حق الكاف البحث عن شركة جديدة.
وتضمن تحذير عمرو فهمي لشركة لاجاردير سبورت، إمكانية إتجاه الكاف نحو شركة أخرى لو قدمت لاجاردير سبورت عرض غير مُناسب أو لم تقدم ضمانات بجودة عالية للبث التلفزي في قارة أفريقيا، وأشار في نفس الرسالة المرسلة إلى لاجاردير سبورت بأن الكاف جاهز للجوء إلى المحكمة الرياضية في سويسرا لفسخ العقد فورًا لإيجاد شركة بديلة قبل أقل من سنة على كأس أمم أفريقيا 2019 والذي كان وقتها سينضم في الكاميرون، قبل أن يُسحب منها وتفوز مصر بحق تنظيمه بنهاية شهر ديسمبر الماضي.
وحاول عمرو فهمي في أكثر من مناسبة ترتيب اجتماع بين مسؤولي لاجاردير سبورت ومسؤولي لجنة التسويق التابعة للكاف والتي تضم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم “هاني أبو ريدة” كأحد أبرز أعضائها، إلا أن الاجتماع الذي جدول له في بداية شهر نوفمبر 2018 بالمغرب غاب عنه عمرو فهمي بسبب إجراءه لعملية جراحية.
لوائح الكاف
تنص لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، على حصول الدولة المستضيفة لكأس أمم أفريقيا على 20٪ من عائد البث التلفزي للبطولة.
وبعد قرار الكاف بزيادة عدد الفرق المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخبًا، بعد الاجتماع الذي عُقد في 20 يوليو 2017، توجب على الكاف تعديل عقده مع شركة لاجاردير سبورت الفرنسية بسبب زيادة عدد المباريات وفقًا للبند رقم 9.5 في العقد، وبالتالي زيادة في قيمة أرباح البث التلفزي للدولة المستضيفة إلى أكثر من 20٪.
أين أبو ريدة؟
حاولت لجنة التسويق للكاف التوصل لحل مع شركة لاجاردير سبورت، إلا أنها فشلت، في ظل تركيز هاني أبو ريدة على استعدادات الملاعب لاستضافة البطولة التي لم يتبق عليها سوى أيام معدودة وتنطلق يوم 21 يونيه الجاري.
ما يعني أن لاجاردير سبورت في طريقها للحصول على عدد كبير من مباريات كأس أمم أفريقيا بشكل مجاني، بالتالي إهدار فرصة قانونية أمام مصر لجني ملايين الجنيهات التي ستذهب إلى لاجاردير سبورت وبالتبعية إلى قنوات beIN Sports القطرية الفرنسية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين اتحاد الكرة المصري من هذه الفضيحة وما هو موقفه من ضياع حقوق مصر بهذه البساطة؟ وإذا كان هاني أبو ريدة على علم بكل هذه التفاصيل، كيف غض الطرف عنها وسمح بضياع هذه الملايين على بلده؟، ولمصلحة مَن فعل ذلك؟، ولماذا ساعد هاني أبو ريدة رئيس الكاف “أحمد أحمد” على خلع المصري “عمرو فهمي” من منصبه كسكرتير عام للكاف؟.