تقرير | العنابي في 2019 تتويج آسيوي وخبرة دولية وعثرة خليجية
قبل 12 شهرا فقط ، لم يكن المنتخب القطري لكرة القدم مرشحاً بقوة للمنافسة على لقب بطولة كأس آسيا التي إستضافتها الإمارات مطلع العام الحالي.
ولكن الفريق كتب التاريخ وإنتزع اللقب القاري للمرة الأولى لتكون البداية في عام إستثنائي للعنابي على طريق أستعدادات الفريق لبطولة كأس العالم 2022 التي تستضيفها بلاده.
وخلال 12 شهراً فقط ، مر العنابي بأكثر من محطة مهمة على طريق بناء فريق قوي قادر على المنافسة في المونديال الذي تنطلق فعالياته بعد أقل من ثلاث سنوات.
وبدأ العنابي مسيرته في 2019 بلقب غير مسبوق ثم أضاف الفريق لخبرته قدرا رائعاً من خلال المشاركة في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) قبل أن يختتم مشاركاته في هذا العام بالبطولة الخليجية التي دقت جرس الإنذار داخل الفريق قبل ثلاثة أعوام على مونديال 2022 .
وفي يناير الماضي ، وعلى الرغم من غياب جماهيره لأسباب سياسية ، شق العنابي طريقه ببراعة وعن جدارة إلى منصة التتويج باللقب الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه وسط تساقط المرشحين والأبطال السابقين للقارة الآسيوية في هذه النسخة المثيرة من البطولة.
وخاض العنابي فعاليات البطولة في غياب جماهيره عن المدرجات نتيجة قرار المقاطعة من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ضد قطر.
ولكن الفريق قدم بطولة ناجحة ونال إشادة بالغة وأكتسب لاعبوه خبرة كبيرة وثقة هائلة في هذه المحطة المهمة والرئيسية على طريق الأستعداد لمونديال 2022 .
وكان العنابي أحد ثلاثة منتخبات حققت العلامة الكاملة في الدور الأول حيث حقق الفوز في مبارياته الثلاثة مثلما كان الحال بالنسبة لمنتخبي كوريا الجنوبية واليابان لكنه كان الأفضل من حيث النتائج حيث سجل عشرة أهداف ولم تهتز شباكه بأي أهداف في المباريات الثلاثة.
وشق العنابي طريقه نحو منصة التتويج ببراعة وعن جدارة حيث تغلب في طريقه إلى اللقب على أربعة من الأبطال السابقين وكانت البداية مع المنتخب السعودي في مجموعته بالدور الأول ثم منتخبات العراق في دور الستة عشر وكوريا الجنوبية في دور الثمانية واليابان في النهائي كما تغلب على نظيره الإماراتي صاحب الأرض في المربع الذهبي.
وإلى جانب العروض المميزة التي قدمها العنابي في طريقه إلى منصة التتويج ، قدم الفريق للبطولة مجموعة من النجوم المميزين الذين يشكلون النواة والهيكل الرئيسي للفريق الذي ينتظر أن يمثل قطر في كأس العالم 2022 بقطر ومن بين نجوم هذا الفريق كان المهاجم الشاب المعز علي وأكرم عفيف وغيرهما من اللاعبين المميزين.
وأصبح المعز علي أكثر لاعب يهز الشباك في نسخة واحدة على مدار تاريخ البطولة حيث أحرز تسعة أهداف متفوقاً بهذا على صاحب الرقم القياسي السابق وهو الإيراني علي دائي الذي سجل ثمانية أهداف في نسخة 1996 كما أصبح المعز علي من أبرز الهدافين على مدار تاريخ البطولة.
كما فاز المعز علي بجائزة أفضل لاعب في البطولة وأحرز زميله سعد الشيب لقب أفضل حارس مرمى في البطولة ليهيمن العنابي ولاعبوه على جوائز البطولة.
وكان الأداء المتميز لأكرم عفيف في هذه البطولة وما قدمه بعد ذلك على مدار الأشهر التالية سواء مع فريقه السد القطري أو مع العنابي كافياً ليفوز اللاعب في مطلع الشهر الحالي بجائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2019 .
وسطر العنابي أسمه بحروف من ذهب في سجل الفائزين باللقب الآسيوي قبل أن يسافر الفريق في يونيو الماضي إلى أقصى الغرب ليخوض تحديا من نوع خاص بالمشاركة في كوبا أمريكا 2019 بالبرازيل.
وأصبح العنابي أول منتخب عربي يخوض فعاليات كوبا أمريكا حيث شارك في البطولة ببطاقة دعوة مثل نظيره الياباني لتشهد هذه النسخة من كوبا أمريكا طرفي المباراة النهائية لكأس آسيا 2019 .
ولكن الفريقين ودعا البطولة العريقة من الدور الأول حيث فشلا في تحقيق أي فوز خلال مبارياتهما الثلاثة في مجموعته.
وأستهل العنابي مسيرته في كوبا أمريكا بشكل قوي حيث تعادل مع منتخب باراجواي 2 / 2 بعد مباراة مثيرة كان فيها العنابي نداً قويا لمنافسه.
وفي المباراتين التاليتين ، خسر العنابي أمام منتخبي كولومبيا صفر / 1 والأرجنتين صفر / 2 على الترتيب رغم ظهوره بشكل جيد في المباراتين.
ورغم الخروج المبكر من كوبا أمريكا ، حقق العنابي استفادة بالغة من مشاركته في هذه البطولة حيث خاض الفريق منافسة رسمية قوية مع منتخبات تنتمي لمدرسة كروية تختلف تمام عن المدارس الآسيوية التي اعتاد الفريق مواجهتها.
كما كانت مشاركته فرصة للتعريف بنفسه وكذلك بالبلد المضيف للمونديال المقبل خاصة وأن أداء الفريق حظي بالإحترام من قبل المتابعين للبطولة.
وإلى جانب مشاركته في البطولتين القاريتين الكبيرتين ، خاض الفريق التصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 بالصين.
وخلال المباريات الخمسة التي خاضها في هذه التصفيات ، حقق الفريق الفوز في أربع منها وتعادل في مباراة واحدة فقط.
وأستكمل العنابي هذا العام الإستثنائي في مسيرته بالمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي (خليجي 24) التي أستضافتها بلاده في الفترة من 26 نوفمبر الماضي وحتى 8 ديسمبر الحالي.
وعلى الرغم من خسارته أمام المنتخب السعودي في المربع الذهبي ، كانت التجربة مفيدة للغاية بالنسبة للمنتخب القطري صاحب الأرض حيث وضع يده على عدد من السلبيات التي لابد من علاجها في إطار استعداداته لمونديال 2022 .
وكشفت مباريات الفريق بالبطولة حاجته إلى التركيز بشكل أكبر والقدرة على التعامل مع بعض المواقف لاسيما أستغلال الفرص لمبكرة في المباريات والقدرة على الرد بعد اهتزاز شباك الفريق بأي هدف.
كما أكدت البطولة حاجة المنتخب القطري إلى صانع لعب مميز يستطيع ضبط أداء خط الوسط وإمداد خط الهجوم بقيادة المعز علي بالكرات دائماً وبأشكال مُختلفة ، بينما يحتاج حارس مرمى الفريق سعد الشيب إلى مراجعة نفسه وتطوير مستواه في الفترة المقبلة عما كان عليه في مباريات هذه البطولة.
كذلك ، أكدت البطولة حاجة العنابي إلى مراجعة روزنامة مبارياته الرسمية والدولية في الأعوام الثلاثة المتبقية على المونديال خاصة وأن الإجهاد كان واضحاً على أداء الفريق في خليجي 24 .
والآن ، يستعد العنابي لأستكمال مسيرته في التصفيات المشتركة من ناحية وكذلك للمشاركة الثانية على التوالي في كوبا أمريكا من خلال النسخة التي تستضيفها كولومبيا والأرجنتين بالتنظيم المشترك في منتصف 2020 .