العنابي “المستقر” يتطلع لبداية قوية في خليجي 24
يتطلع كل من المنتخبين القطري والعراقي لكرة القدم إلى ضربة بداية قوية في مستهل رحلة البحث عن لقبه الخليجي الرابع عندما يلتقي الفريقان غدا الثلاثاء في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس الخليج العربي (خليجي 24) التي تستضيفها قطر حتى الثامن من كانون 1 ديسمبر المقبل.
ويقص الفريقان غداً شريط البطولة بمواجهة مثيرة على استاد “خليفة الدولي” في الدوحة أحد استادات بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
وتستحوذ المباراة على إهتمام كبير بإعتبارها مواجهة قوية بين فريقين سبق لكُل منهما الفوز بلقب البطولة ثلاث مرات ما يجعل مباراة الغد ضربة البداية في رحلة البحث عن اللقب الرابع لكل منهما.
ورغم الخبرة الكبيرة والتاريخ الحافل للمنتخب العراقي في بطولات كأس الخليج ، قد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخب القطري (العنابي) لبدء مشاركته في البطولة بفوز مهم يجعل الفريق على أعتاب التأهل للدور قبل النهائي.
ويمتلك العنابي أفضلية حقيقية في مواجهة نظيره العراقي (أسود الرافدين) في مباراة الغد نظراً للنقص العددي الذي عانى منه المنتخب العراقي خلال الأستعداد للمباراة بل إن عدداً كبيراً من لاعبي العراق لن ينضموا إلى معسكر الفريق في الدوحة إلى قبل ساعات قليلة من المباراة.
ويخوض الشرطة العراقي مباراة مهمة اليوم أمام نواذيبو الموريتاني في بطولة الأندية العربية الأبطال (بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال) حيث يلتقي الفريقان على استاد “الخور” في قطر لينضم بعدها اللاعبون إلى صفوف المنتخب العراقي.
ومع مشاركة اللاعبين وحالة الإجهاد التي ينتظر أن تسيطر عليهم ، يكون من الصعب للغاية على الجهاز الفني للمنتخب العراقي الإعتماد عليهم بشكل أساسي في مباراة الغد.
ولهذا ، ستتحول مشاركة لاعبي الشرطة في مباراة اليوم إلى سلاح إضافي للعنابي في مباراة الغد علماً بأن الفريق يتمتع بأسلحة أخرى قوية.
ويأتي في مقدمة هذه الأسلحة التي يحظى بها العنابي أنه يخوض هذه البطولة على أرضه ووسط جماهيره كما أنه يعتبر الأكثر إستقراراً من الناحية الفنية من بين جميع منتخبات البطولة لأنه الوحيد الذي لم يشهد تغييراً في إدارته الفنية منذ فترة طويلة.
كما أن الفريق ما زال يتمتع بالدفعة المعنوية الهائلة التي نالها من فوزه الثمين بلقب بطولة كأس آسيا 2019 في الإمارات مطلع العام الحالي إضافة إلى أنه فاز في نفس البطولة (كأس آسيا) على اثنين من منافسيه في المجموعة الأولى بخليجي 24 .
وكان العنابي تغلب على المنتخب العراقي 1 / صفر في الدور الثاني (دور الستة عشر) لكأس آسيا ثم فاز على الإمارات 4 / صفر في الدور قبل النهائي للبطولة.
إلى جانب هذا ، تبدو صفوف المنتخب القطري مكتملة بشكل كبير كما أرتفعت معنويات الفريق بعد إنتصاره على مضيفه منتخب أفغانستان الأسبوع الماضي في التصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 بقطر وكأس آسيا 2023 في الصين.
ورغم هذا ، يظل لدى المنتخب العراقي السلاح القوي الذي يعتمد عليه بشكل أساسي في معظم البطولات والتصفيات التي يخوضها وهو الروح المعنوية العالية التي بدت واضحة في تصريحات لاعبه الشهير علي عدنان خلال المؤتمر الصحفي لفريقه اليوم قبل مباراة الغد وإن أتسمت تصريحات مدربه السلوفيني سريتشكو كاتانيتش في نفس المؤتمر ببعض التعالي الذي قد لا يكون لصالح الفريق في بطولة قوية كالبطولة الحالية.
وأكد كاتانيتش أن إختيارات اللاعبين من إختصاصه هو فقط لأنه الأقدر على معرفة إحتياجات الفريق وأنه لا يخشى الإقالة حال فشله في خليجي 24 أو في أي وقت آخر.
وعن لاعبي الشرطة ، قال كاتانيتش : “سأشاهد مباراة الشرطة اليوم وأرى من يمكنه المشاركة معي في مباراة الغد. ليس من المنطقي أن تلعب مباراتين في يومين متتاليتين. لا أعلم حتى الآن بأي فريق سأبدأ المباراة”.
وعن عدم إستدعاء بعض اللاعبين المحترفين مثل جاستن ميرام المحترف في أتلانتا يونايتد الأمريكي، قال كاتانيتش : “هؤلاء اللاعبين لن يتواجدوا لأسباب فنية. لدي فكري ورؤيتي وهذه خياراتي لأنني من يعلم حاجة الفريق جيدا”.
وعن اللاعب جلوان حمد وعدم استدعائه لصفوف الفريق رغم مستواه الجيد وحاجة الفريق إلى جهوده ، قال كاتانيتش : “جلوان حمد لاعب جيد وقضى عاماً في ألمانيا وعاد للسويد كما لعب بكوريا الجنوبية ولكنني أعتقد أنه ليس مفيداً للفريق في الوقت الحالي”.
وأكد علي عدنان : “استعداداتنا جيدة واللاعبون يعرفون قدر المباراة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذه البطولة. اللاعبون عازمون على تحقيق نتيجة جيدة وإن شاء الله نكون على قدر المسؤولية”.
وعن غياب أكثر من لاعب عن صفوف المنتخب العراقي وتأثيره على الفريق في هذه المباراة الصعبة ، قال عدنان : “كل لاعب له أهمية ولكن اللاعبين المتواجدين حالياً جاهزون. ننتظر بالتأكيد لاعبي فريق الشرطة (بعد مشاركتهم المرتقبة في البطولة العربية للأندية اليوم) والمدرب يختار تشكيلته من أكثر من 20 لاعباً. ونتمنى الظهور في هذه البطولة بشكل أفضل من المشاركات السابقة”.
وعن فشل الفريق في الفوز بلقب بطولات الخليج منذ عودته للمشاركة فيها بعد فترة غياب طويل : “بطولة الخليج قوية ومهمة للغاية لنا وعلى مستوى جميع الفرق. المسؤولية كبيرة علينا في ظل الظروف التي يمر بها الشعب العراقي. ونتمنى أن يتكاتف الجميع لبلوغ المباراة النهائية”.
وأكد الإسباني فيليكس سانشيز المدير الفني للمنتخب القطري : “هذه البطولة محطة مهمة جداً في طريق الإستعدادات لمونديال 2022 التي نسعى خلالها إلى المنافسة بقوة … بعد مباراة أفغانستان ، يحاول الفريق التقاط أنفاسه وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق”.
وأضاف : “نأمل في الفوز بكأس البطولة الخليجية. من الجيد أن تعاني من الضغط عندما تلعب في كأس الخليج فهي بطولة قوية وتعطيك خبرة جيدة. نبدأ بفرص وإمكانيات متساوية مع المنافسين. مثلما كنا في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ، نتعامل مع كل مباراة على حدة بعيداً عن كوننا أبطال القارة الأسيوية”.
وأشار : “لعبنا في كأس آسيا أمام العراق ولكن الوضع يختلف الآن مع وجود مدرب جديد ولاعبين جدد في الفريق المنافس. إذا أردنا الذهاب بعيداً في هذه البطولة علينا أن نقدم أداء قوياً. نبدأ في هذه البطولة من الصفر بعيداً عن الفوز باللقب الأسيوي”.
وعن المباراة الإفتتاحية بعد التعادل من قبل في الإفتتاح والفوز بالبطولة في نسختين سابقتين ، قال : “سنخوض المباراة بكل قوة لأن تحقيق نتيجة جيدة في المباراة الأولى يعتبر حافزاً قوياً وإن لم يكن حاسماً في فرص الفوز باللقب”.
وأضاف : “المنتخب العراقي فريق قوي للغاية والتقينا معه ثلاث مرات في الفترة الماضية. علينا أن نلعب بقوة غداً. ستكون المباراة في غاية الصعوبة”.
وعن كونها أول بطولة خليجية يخوضها الفريق بعد الفوز بكأس آسيا ، قال سانشيز : “لا نتعامل مع البطولة على أننا أبطال آسيا وإنما سنفكر في كُل مباراة على حدة ونسعى للفوز فيها. كُل من الفريقين في مباراة الغد لديه ظروفه وخوض البطولة على ملعبنا قد يكون ميزة كبيرة لأن الجماهير حافز كبير وداعم قوي للفريق”.