آخر الساحرات الناجيات في كرة القدم
كُرة القدم لها تاريخ يُشبه تاريخ الإنسانية نفسها. الإنسان يولد مُحبًا لكُرة القدم – رُبما – وهو من يُقرر بعد ذلك إما أن يُعطيها ظهره ويتظاهر بإنها غير حقيقية، أو يعترف بوجودها، ورُبما يشعر بالسعادة في وجودها من حين إلى آخر، أو ينجذب إليها تمامًا ويُصبح من مُريديها ومجاذيبها.
منذ 3400 عامًا فيما يُعرف الآن بالمكسيك، مارس شعبها أول رياضة جماعية مُستخدمين كُرة صغيرة من المطاط، رياضة تبنتها قبائل المايا لاحقًا واعتبروا الكُرة رمزًا للشمس وطاقتها، لكن تِلك اللعبة امتلكت جانبًا عنيفًا حيث كان يُقدم قائد الفريق الخاسر قُربانًا للألهة ” أي يُقتل”.
أما في الصين كانت لعبة ال ” تسو تشو ” هي اللعبة الشعبية الأولى والوحيدة -تقريبًا- أثناء حُكم أُسرة الهان ومن حُسن حظ اللاعبين أن اللعبة هُناك كانت تُمجد الحياة وليس الموت وكانت أقل عُنفًا بكُل تأكيد عما كانت عليه في المكسيك وقبائل المايا.
ويُعد الشاعر المحلي ” لي يو ” أول من حاول مزج الأدب بكُرة القدم في تاريخ الإنسانية والكُرة حيث تحدث عن اللعبة قائلًا ” الكُرة مُستديرة والملعب مُربع، كمثل السماء والأرض، ترتفع الكُرة فوقنا كالشمس بينما يتواجه الفريقان.
الهوس بكُرة القدم أو التسو تشو حينها وصل لأعلى درجاته في الصين وسُرعان ما انتقلت اللُعبة من الصين إلى اليابان تحت اسم كاماري في نفس حقبة البوذية أي قبل 1400 عام تقريبًا.
طقوس الكاماري كانت تميل للشكل الاحتفالي أكثر من أي شئ آخر، فقبل انطلاق اللُعبة كان على اللاعبين مُباركة الكُرة في المعبد وبعد ذلك يتجه الجميع إلى الحديقة التي تُدعى ” مارينوا”، يُشاركون جميعًا في مراسم اسمها ” توكماري” ويُصلي رجل يُلقب بــ أداياكو من أجل ازدهار البلد وانتشار السلام العالمي ثُم يبدأون اللعب.
يُشارك 6 أو 8 لاعبين في تلك اللُعبة لكن دون وجود مُنتصر أو مهزوم. يستمتع الثمانية باللعب فقط من أجل الاستمتاع فالكماري كانت لُعبة روحية في المقام الأول وكانت الكماري جُزءً من الثقافة الاجتماعية في تلك الحقبة.
نظرية التطور
لم تنشأ كُرة على شكلها الذي نعرفه الآن بكُل تأكيد، بل مرت بمراحل تطور عديدة كــ الإنسان نفسه، فالإنسان لم يُخلق بتلك الملابس الأنيقة، لم يكن قادرًا على التحدث حتى استطاع أن يخترع الحروف واللغات، كذلك هي كُرة القدم مرت بالعديد من الأطوار والمراحل حتى تصل لما هي عليه الآن.
في البداية، اعتبر الرومان ألعابهم حروبًا تستحق الكفاح وتُختتم غالبًا بالموت، لكنهم لم يلعبوا كُرة القدم في حلباتهم التي اشتهرت بألعاب عنيفة وخطرة كالمُصارعة مثلًا، بل كانت تُعتبر الكُرة تدريبات عسكرية حيث لعب الرومان لُعبة ورثوها من الإغريق تُسمى ” الهارباستوم” وهي لعبة تنافسية يحاولون فيها خطف الكُرة من بعضهم ويتوزع الفريق فيها إلى 4 خطوط، وظلت تلك الخطوط تتطور حتى وصلت إلى مانعرفه الآن بــ ” حارس المرمى، الدفاع، خط الوسط والهجوم”.
نُقلت تلك اللعبة إلى بريطانيا أثناء الاحتلال الروماني، رُبما أثرت اللعبة في الإنجليز ورُبما أثر الإنجليز في اللُعبة وطوروها لكن الأكيد أن بعد جلاء الرومان عن بريطانيا بــ ألف عام كان البريطانيون يُمارسون ألعابًا كروية مُتنوعة، أشهرها على الإطلاق ” كُرة القدم”. وعلى الجانب الآخر فهُناك قصة أو ربما أسطورة عن طاغية بريطاني يُدعى “تاسكَر” قمع شعبه ولم يُشعرهم إلا بالخوف والجوع حتى ثار الشعب عليه، حينها أدرك أن شيئًا لن يوقف الثورة فقرر الهرب إلى “اسكتلندا” لكن بطلًا من أبناء الشعب كان قد أصدر حُكمه على تاسكَر وقرر أن يضع بيده حدًا لإجرام الطاغية فلحق به إلى مدينة بيرث القديمة.
تبارز تاسكَر والبطل إلى أن هُزم تاسكَر وقُطعت رأسه، حمل البطل رأس الطاغية معه في طريق العودة، لكن خلال الرحلة جرحت أسنان الرأس ساقه، التهب الجُرح في ساقه ومن ثم ساءت حالته وأصيب بالحُمى، استجمع البطل قوته وعاد للوطن وهو يحتضر ثم تسلق صليب كاتدرائية سان ماجنوس وألقى بالرأس إلى الناس في الأسفل ليرى الجميع أن قامعهم قد مات، قبل أن تصل الرأس إلى الأرض كانت روح البطل قد فارقت جسده، فأخذ شعب كيركوول في ركل رأس حاكمهم الهالك تاسكَر بغضبٍ عارم، وكأنهم ينتقمون منه لوفاة بطلهم.
سواء كانت تِلك الأسطورة حقيقة أم لا وسواء كُنت تُصدقها أو لا، فــ أهالي “كيركوول” مازالوا يُعيدون وقائع تلك الأسطورة سنويًا منذ رأس تاسكَر وحتى يومنا هذا وأطلقوا على اللُعبة اسم ” با “، لكنهم الآن يستخدمون الكُرة بدلًا من رأس الطاغية.
هارباستم، با، تسو تشو وكاماري وغيرهم من الألعاب التي سنتحدث عنها لاحقًا هي مراحل خلق كُرة القدم ولولا شغف الأولين بالكُرة لما وصلت الكُرة لِما هي عليه الآن ولم نكن لنُصبح مجاذيبها ومُريدينها.
أخر الساحرات الناجيات
طاردت الاتهامات مُعظم الأعمال العبقرية عبر التاريخ، اتهامات بالجنون أو أحكام مُطلقة بالهرطقة، تِلك الاتهامات هي ما قادت العُظماء لهدم أصنام عقول العالم، هي ما قادتهم للمجد وقادت العالم للتطور.
جوييلمو ماركوني ظل سنوات يُقسم لمُتهمينه بالجنون ان باستطاعته اختراع جهاز يُرسل رسائل صوتية عبر الهواء، أحدًا لم يصدق ما قاله ماركوني إلا بعدما اخترع بنفسه ” الراديو” بالفعل، كذلك اتُهم جاليليو بالهرطقة فقط لثورته على ما اعتبره العالم حينها “مُسلمات”، قبل أن تعتذر له الكنيسة الكاثوليكية وينسب له العالم الفضل في تطوره.
أما المنع أو التحريم, هو أفضل ما يُفيد الفكرة في وسط ثوري كان قد قرر مُسبقًا أن يفعل ما تمُليه عليه الطبيعة، وما يُسعده ويُشعره انه مازال على قيد الحياة.
كانت المنازل والمتاجر تُصاب ببعض الأضرار خلال اندفاع اللاعبين في شوارع بريطانيا، فأصدرت السلطات المحلية المراسيم التي تمنع كُرة القدم وقامت الأًسرة الحاكمة بإصدار بيان ضد كُرة القدم ولعبها ومنعت الجامعات طُلابها من مُمارستها لانها رياضة عنيفة حسب وصفهم.
في عام 1314 أصدر الملك إدوارد الثاني إعلانًا يُدين اللعبة التي وصفت بــ ” المحظورة” قائلًا: “بما إنها تُثير ضجيجًا كبيرًا في المدينة بسبب دحرجة كُرات ضخمة قد تنبثق منها شرور عدة نوصي ونمنع مُمارسة هذه اللعبة في المدينة”.
الآن وفي المُستقبل فعل خُلفاء إدوار كما فعل هو تمامًا بكُرة القدم، فهنري الخامس كان قد شن حربًا على كُرة القدم وكذلك هنري الثامن الذي اعتقد انها تُلهي الشباب عن الرماية بالقوس.
عامل الحُكام وقتها الكُرة كما كانت تُعامل الساحرات في العصور الوسطى، حيث يُحكى أن فرمانات لاجدال ولافصال فيها كانت تُصدر في العصور الوسطى بحرق كُل من تحوم حوله شُبهة السحر، أما الكُرة، فدون غيرها سحرت الملايين من جميع أنحاء الأرض، جعلت رؤوسهم تلامس السماء قفزًا وفرحًا، دون الحاجة إلى مكنسة سحرية.
وبرغم كُل ما فعله الحُكام لمنع مُمارسة اللعبة، إلا أن أحدًا منهم لم يستطع منعها حيث كانت تُمارس اللُعبة في الخفاء بعيدًا عن أعين الملوك والحكومات وبقيت الكُرة، أخر الساحرات الناجيات.
وبحلول القرن الــ 19 وجهت الآلة ضربة قاسمة لكُرة القدم بعدما تصدت الكُرة لكُل ضربات الإنسان. فرأى المُناصرون للثورة الصناعية أن كُرة القدم تُشكل تهديدًا لقيام مُجتمع مدني سليم، فممارسة لُعبة من عصر ماقبل البيئة الصناعية في مدينة صناعية مُتوسعة كان ضربًا من الخيال ومن جديد صادقت البلدات والمُدن على المراسيم التي تمنع مُمارسة الكُرة في الشوارع فكان على كُرة القدم أن تبحث عن مواقع جديدة تستطيع أن تحيا فيها ويحيا بها مُريديها ومجاذيبها.
“الأشياء العظيمة تبقى على قيد الحياة، لأنها تستحق ذلك ولأن نضالها المُقدس لا يقود إلا للخلود”.
ظن الجميع أن الكُرة ستندثر مع سيطرة الثورة الصناعية وستُصبح اللعبة الشعبية الأولى مُجرد ” تاريخ”، إلا أن القدر نفسه كان رافضًا لذلك فـــ الكُرة استحقت أن تُكافأ على نضالها.
أنقذت المدارس العامة في إنجلترا كُرة القدم من الزوال، فـــ في خمسينيات القرن الــ 19 عانت تِلك المدارس من تراجع الانتساب وعُنف تلاميذها حيث أثار التلاميذ أعمال شغب فأحرقوا الصفوف وهاجموا السُكان بل وهاجموا الأساتذة نفسهم ومعظمهم من الكهنة مما أثار الذُعر في المدن والقُرى، شلت كُل الوسائل التربوية في تعديل سلوك التلاميذ وكانت الكُرة هي المُنقذ والمُخلِص وبدأت المدارس في عملية تحويل المُشاغبين إلى أبطالٍ كوسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي. الحل بكُل بساطة ان إدارات المدارس كانت قد اقتنعت أن التدريبات الشاقة للتلاميذ في الملعب ستمنعهم من التهجم على القرويين والأساتذة والسُكان المحليين في أوقات فراغهم.
سيطر هوس كُرة القدم على تلاميذ المدارس من جديد وأصبح الجميع يعمل بجد حتى يتسنى له مُمارسة كُرة القدم فيما بعد، كان لكُل مدرسة طريقتها الخاصة في طريقة لعب الكُرة، فمثلًا مدرسة ” هارو” كانت تُفضل لعبة ” الركل” ومدرسة ” رَغبي” أو ” رَكبي” سمحت بإمساك الكُرة وعرقلة اللاعبين وعندما انتقل التلاميذ من المدارس إلى الجامعة أرادوا المُضي قدمًا في اللُعبة، فــ شغف الكُرة غير قابل للنُقصان، فكان عليهم الاتفاق على شكل اللُعبة وهو ما أدى إلى وضع قوانين كُرة القدم في نهاية المطاف.
وفي 26 أكتوبر 1863 اجتمع احد عشر ناديًا لندنيًا في حانة فريماسونس لمناقشة مجموعة قواعد عالمية، بعد الاتفاق أن يطلقوا على أنفسهم ” اتحاد كُرة القدم” وتعثر الاتحاد بعدما عارض مؤيدي قواعد لعبة الركبي أي قانون يمنع الإمساك بالكُرة وبالخصم بل وكُل قانون يمنع العرقلة أما أصحاب فكرة الركل كانوا يعتقدون أن تِلك القوانين أساسية في الكُرة لحماية الطالب أو ” اللاعب”. لكن في 8 ديسمبر اتخذ الاتحاد القرار بمنع استخدام اليدين والعرقلة مما أدى لانسحاب مؤيدي الركبي.
قرار 8 ديسمبر خلق للعالم لُعبتين -رُبما-، فكُرة القدم والركبي نتائج مُباشرة لحفاظ المدارس العامة على كُرة القدم ومن بعدها قوانين وقرارت اتحاد كُرة القدم في حانة فريماسونس.
لم ينته التطور عند تكوين الاتحاد ووضع بعض القواعد عام 1863، ولو سألت لاعبًا من تلك الحقبة عما إذا كان لعب كُرة قدم أو ركبي لن يفهم ماتعنيه بكُل تأكيد.
كانت القواعد مرنة حينها للغاية حيث كان من الشائع أن تلعب الفرق كُرة القدم في الشوط الأول والركبي في الشوط الثاني من المُباراة وكانوا يتفقون على قواعد كُل مُباراة على حِدة وكان مُمكنًا مُشاركة حتى 20 لاعبًا على حسب العدد المُتفق عليه.
شعر الاتحاد أن كُرة القدم هي مُجرد تسلية للتلاميذ وليست رياضة وهو ما هدد استمرارية اللُعبة التي ناضلت كثيرًا لتبقى على قيد الحياة ولحُسن حظ الكُرة كان من بين رجال الاتحاد شخصية ذات رؤية ثاقبة، رؤية قادته لابتكار أول بطولة كُرة قدم في التاريخ “كأس الاتحاد الإنجليزي”.
اقترح “تشارلز ألكوك” على الاتحاد استحداث بطولة تُدعى ” كأس الاتحاد” للحفاظ على اللُعبة والإبقاء على روح المُنافسة والشغف بداخل مُحبيها فخلقت بطولة كأس الاتحاد عُنصر المُنافسة الذي -رُبما- فُقد في رحلة البقاء على قيد الحياة ووُضعت قوانين تُتيح للفريق الفائز الاستمرار في الدورة كــ ” التصفيات” أو “خروج الفريق الخاسر من البطولة”.
كان نجاح البطولة التي فاز بها فريق واندرورز بعد تغلبه على فريق رويال انجنيرز بنتيجه 1-0 في النهائي كفيل بأن يُقنع السيد “ألكوك” بترتيب أول مُباراة دولية فاحتشد 4000 شخص يوم عيد القديس أندرو في العام 1872 لمُشاهدة أول مُباراة دولية والتي جمعت بين ” إنجلترا و اسكتلندا “.
ارتدى اللاعبون الإنجليز قميصًا أبيض يحمل على صدره صور لــ3 أسود واثبة وقُبعة تحمل ألوان ” الأحمر والأصفر ” وهي ألوان تدُل فقط على المدارس التي لعب لها لاعبي المُنتخب الإنجليزي إذ لم يخطر ببال أحد في تلك الفترة أن اختلاف الألوان سيُسهل عملية التعرف إلى الزملاء داخل الملعب وبينما اعتمر الإنجليز قُبعات والاسكتلنديين قلانس لم يلعب أي لاعب الكُرة برأسه فلم ير أحدهم وقتها أن ضرب الكُرة بالرأس عملًا مُفيدًا في كُرة القدم.
لعب الإنجليز بــ 8 مُهاجمين وكان تأثير الركبي واضحًا في طريقة لعبهم أما الاسكتلنديين باشروا اللعب ب 6 مُهاجمين مرروا الكُرة فيما بينهم وهو ما أثار دهشة الجمهور حيث كان تبادل الكُرات بين اللاعبين أكثر من مرة حينها بمثابة “تكتيك ثوري” وهو جانب أهمله الإنجليز وبرغم عدد المُهاجمين الكبير إلا أن أول مُباراة دولية في التاريخ انتهت بالتعادل السلبي 0-0.
عندما أحكمت الكرة قبضتها على البلاد شرقًا وغربًا
خرجت كُرة القدم من الحرب التى خاضتها ضد الملوك الإنجليز ومن بعدهم الثورة الصناعية مُنتصرة، ولكن انتصارها وبقاءها على قيد الحياة لم يكن كافيًا لها ولا لروح الثورة التي لازمت الكُرة منذ نشأتها، لم تكن لتقبل إلا بالسيطرة على البلاد شرقًا وغربًا فكان على الكُرة أن تدخل قلب الطبقة العاملة كما فعلت مع أبناء المدارس فانطلقت إلى الشمال الصناعي، معقل الطبقة العاملة حيث ظهر في مُقاطعة لانكشير فرق شعبية كّونها أبناء الطبقة العاملة وتم منحهم إجازة اسبوعية، حيث كان يُسمح للعُمال المُشاركين في فريق بمغادرة العمل بعد ظُهر السبت. حررت إجازة نصف السبت بعض العُمال من وطأة العمل وأغرت البعض الآخر لينضم إلى مُجتمع الهوس بكُرة القدم مما ساعد على انتشار اللعبة.
كانت الثورة الصناعية عدوًا لكُرة القدم في بداية الأمر -رُبما-، لكن أحدًا لا يستطيع أن ينكر فضل الثورة الصناعية على كُرة القدم في تِلك الحقبة، حيث استفادت الكُرة من تجمع العُمال ومن ظهور مشروع ” سكة الحديد ” الذي سهل فيما بعد إقامة مُسابقة الدوري، فما كان من المُمكن أن تطوف الفرق ومحبو اللعبة البلاد بطولها وعرضها بدون سِكك الحديد.
بدأت فكرة إنشاء ناد لمُمارسة كُرة القدم بالانتشار في المُجتمع الصناعي وبين العُمال، كانت الأمور بسيطة للغاية، رجال التقوا في الحانات أو في مكان العمل “كــعُمال سكة حديد أندر جراوند الذين أسسوا أرسنال أو عُمال شركة سكة حديد مانشستر الذين أسسوا نيوتن هيث والذي عُرف فيما بعد باسم مانشستر يونايتد” فقرروا إنشاء ناد لكُرة القدم.
كانت الأندية تجوب البلاد كــ الرحالة في بداية الأمر، تستقر يومًا وترحل في اليوم التالي إلى أن ازداد عدد مُشاهدي المُباريات فاضطرت الأندية ” كــ أستون فيلا ” للبحث عن مقرات دائمة حيث استأجر أستون فيلا قطعة أرض من جزار بــ 5 جُنيهات سنويًا لتكون المقر الثابت والرسمي للنادي.
مكنت فكرة استئجار الأرض أستون فيلا من رفع الأسوجة حول النادي وتقاضي المال من الناس مُقابل الدخول ونشر مُلصقات تُعلن عن مُباريات في تاريخ مُحدد ضد فريق مُعين فسارت أندية الشمال والوسط وأندية العالم كله على نهج أستون فيلا، ونجت كُرة القدم من البطش والمنع والتحريم إلى أن أصبحت لعبة مستقلة بذاتها تُبنى من أجلها الأبنية وتُعد لأجلها المُباريات ويتابعها الجميع بشغف فريد من نوعه.