السد يحلم بإنجاز الرجاء والعين وقد يصطدم بصخرة ليفربول
قبل ثمانية أعوام، شق فريق السد القطري طريقه إلى المربع الذهبي في بطولة كأس العالم للأندية باليابان، ولكنه يطمح إلى المزيد عندما تستضيف بلاده النسخة الجديدة من البطولة خلال الأيام المقبلة.
وتستضيف قطر فعاليات النسخة المقبلة من مونديال الأندية خلال الفترة من 11 إلى 21 ديسمبر الحالي ، ويشارك السد في البطولة بصفته ممثل البلد المضيف.
ويخوض السد فعاليات البطولة بعدما شق طريقه بشكل رائع إلى منصة التتويج بلقب دوري نجوم قطر علماً بأن الفريق كان قريباً أيضا من إحراز اللقب القاري الأسيوي حيث بلغ المربع الذهبي في بطولة دوري أبطال آسيا لكنه ودع البطولة على يد الهلال السعودي الذي توج بعدها باللقب على حساب أوراوا ريد دياموندز الياباني.
ومع إقامة البطولة على أرضه والزخم الجماهيري الذي يتمتع به في مثل هذه البطولة الكبيرة ، يخوض السد فعاليات مونديال الأندية هذه المرة بطموح أكبر من نظيره في مشاركته الأولى بالبطولة عام 2011 التي احتل خلالها المركز الثالث في البطولة.
وحتى عام 2011 ، الذي خاض خلاله السد مونديال الأندية للمرة الأولى ، لم يكن أي من الأندية المضيفة للبطولة قد نجح في الوصول إلى المباراة النهائية بل إن نادياً واحداً فقط هو ما مازيمبي الكونغولي كسر إحتكار أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية للمباراة النهائية.
ولكن البطولة شهدت خلال السنوات التالية ثلاث تجارب ناجحة للأندية المضيفة كانت من نصيب الرجاء البيضاوي المغربي في 2013 وكاشيما أنتلرز الياباني في 2016 والعين الإماراتي في 2018 حيث وصلت هذه الأندية الثلاثة إلى المباراة النهائية للبطولة العالمية لكنها اكتفت بدور الوصيف بعدما سقط كُل منها أمام بطل أوروبا في ذلك الوقت.
ويحلم السد بتكرار إنجاز هذه الأندية وأن يصبح رابع فريق يحقق هذا الإنجاز على أرضه ويكون ثالث فريق عربي يبلغ المباراة النهائية للبطولة بعد الرجاء والعين.
ورغم المنافسة القوية التي وجدها السد من قبل فريق الدحيل في بداية الموسم الماضي ، شق الفريق طريقه ببراعة نحو اللقب الغالي في دوري نجوم قطر متفوقا في نهاية الموسم على الدحيل بفارق سبع نقاط.
وعزز السد صدارته لقائمة أكثر الفرق فوزاً بلقب الدوري القطري على مدار التاريخ حيث رفع رصيده إلى 14 لقباً مقابل ثمانية ألقاب لفريق الريان صاحب المركز الثاني في القائمة.
وعقب نهاية الموسم الماضي، رحل البرتغالي جوزفالدو فيريرا عن تدريب الفريق مكتفياً بما قدمه مع الفريق الملقب ب”الزعيم” وترك مقعده للأسطورة الإسباني تشافي هيرنانديز الذي قضى المواسم الماضية لاعبا في صفوف الفريق قبل أن يعلن اعتزاله بنهاية الموسم الماضي.
ولم يجر تشافي تغييرات كبيرة على صفوف الفريق الذي تركه فيريرا وقاد الفريق بجدارة للوصول إلى المربع الذهبي في دوري أبطال آسيا ولكنه خرج على يد الهلال السعودي بعدما فشل في إستكمال الريمونتادا خلال مباراة الإياب أمام الهلال حيث خسر الفريق على ملعبه أمام الهلال 1 / 4 ذهابا ثم فاز عليه في عقر داره 4 / 2 إيابا.
ولكن مسيرة السد في رحلة الدفاع عن لقبه بالدوري المحلي هذا الموسم ليست على ما يرام حيث مني الفريق بثلاث هزائم في آخر أربع مباريات خاضها بالمسابقة ليتراجع إلى المركز الرابع.
ورغم هذا ، تبدو فرصة الفريق جيدة في تقديم بطولة قوية خلال مونديال الأندية للعديد من الأسباب في مقدمتها الكم الكبير من النجوم في صفوفه حيث يتمتع بوجود عدد من نجوم المنتخب القطري الفائز بلقب كأس آسيا 2019 ضمن صفوفه.
ويبرز من هؤلاء النجوم المنتمين للسد والمنتخب القطري (العنابي) كل من سعد الشيب حارس مرمى الفريق وبدروم يجيل وعبد الكريم حسن وحسن الهيدوس قائد العنابي وبوعلام خوخي وسالم الهاجري وأكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا لعام 2019 .
وإلى جانب هذه المجموعة تسطع العديد من النجوم الآخرين مثل “نام تاي هي” أحد أبرز نجوم الكرة الأسيوية في السنوات الماضية والمهاجم الجزائري الدولي الخطير بغداد بونجاح إضافة لنجم خط الوسط الإسباني جابي.
ومن الأسباب التي تمنح فريق السد الأفضلية والفرص الجيدة في مونديال الأندية أيضا أن الفريق سيخوض البطولة على أرضه ووسط جماهيره المتحمسة إضافة إلى أن فترة التوقف الحالية بسبب بطولة كأس الخليج (خليجي 24) في قطر شهدت مشاركة السد بالعناصر البديلة في مسابقة كأس نجوم قطر لتكون هذه البطولة فرصة جيدة لتجهيز العناصر غير الدولية في صفوف الفريق.
وما يمنح الفريق حافزاً إضافياً للتألق في مونديال الأندية هو تعويض الجماهير عن ضياع اللقب الأسيوي من ناحية بعد الهزيمة أمام الهلال السعودي إضافة لتعويض الجماهير القطرية عامة عن الخروج صفر اليدين للعنابي من المربع الذهبي في خليجي 24 بالهزيمة صفر / 1 أمام المنتخب السعودي.
ولكن السد سيصطدم أيضاً بأكثر من عقبة في طريقه لتحقيق حلم الوصول للنهائي بمونديال الأندية. وستكون أول هذه العقبات هي المجهول الذي يواجهه في بداية مسيرته بالبطولة حيث يصطدم في المباراة الإفتتاحية بفريق هينجين بطل كاليدونيا الجديدة والذي يخوض فعاليات البطولة بعد فوزه بلقب بطولة دوري أبطال أوقيانوسية علما بأنه يخوض البطولة للمرة الأولى.
كما يواجه السد ، حال فوزه على هينجين ، فريق مونتيري المكسيكي الطموح وصاحب المستوى الرائع في الآونة الأخيرة.
وإذا إجتاز السد هذه العقبة أيضاً سيجد في مواجهته العقبة الأصعب على الإطلاق وهي المواجهة الصعبة في المربع الذهبي مع فريق ليفربول العملاق بطل أوروبا.
ويتطلع السد إلى خبرة لاعبيه الدوليين والأجانب إلى جانب خبرة تشافي بمونديال الأندية حيث أحرز لقب البطولة مرتين كلاعب في صفوف برشلونة الإسباني.