الفيفا يحث دول العالم على استضافة الرياضيين الافغان كما فعلت قطر!
دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده للمساعدة على إيجاد موطن جديد للرياضيين الأفغان بعد هروبهم من بلدهم، حسبما قال رئيسه جياني إنفانتينو لوكالة فرانس برس.
وتم إجلاء أكثر من 150 من الرياضيين والعاملين في قطاع الرياضة وعائلاتهم، من بينهم 50 لاعبة كرة قدم وأقربائهن هذا الشهر من أفغانستان إلى قطر بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ولا يزال المئات في أفغانستان يطلبون المساعدة لمغادرة البلاد.
وقال إنفانتينو لوكالة فرانس برس في الدوحة “أدعو جميع الحكومات في أوروبا وبقية العالم لمساعدتنا في الحصول على موطن جديد” لمن تم إجلاؤهم.
وأضاف “لا يمكننا الحديث عن التضامن فقط، لا يمكننا الحديث عن المساعدة فقط. علينا أن نترجم ذلك بشكل ملموس”، مضيفا “لقد مرّوا بشيء لا يمكن لأي منا أن يتخيّله، وقد تمكنا من إخراجهم”.
وأطاحت طالبان بالحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من الولايات المتحدة في أغسطس، وتحاول منذ ذلك الحين كسب التأييد والدعم المالي لنظامها الإسلامي، ووعدت بأسلوب حكم أكثر مرونة.
ولكن مع منع النساء والفتيات فعليًا من العمل والمدرسة، هناك خوف من الانتقام من ممارسي الرياضة. وعلى الرغم من أنهم لم يعلنوا بعد عن سياسة رسمية خاصة بالمرأة في الرياضة، فقد أدلى مسؤولو طالبان بتعليقات تشير إلى أن المشاركة الجادة في هذا القطاع ستكون مستحيلة.
وحين حكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001، منعت الحركة الاسلامية المتشدّدة النساء من النشاط الرياضي أو حتى حضور المباريات والمسابقات، حتى أنّ بعض الملاعب الرياضية كانت تُستخدم بانتظام في عمليات الإعدام.
وقد أغلقت حكومة طالبان، التي لا تضم نساء، أبواب وزارة شؤون المرأة.
وقالت المسؤولة على القطاع الاجتماعي في الاتحاد الدولي لكرة القدم جويس كوك لفرانس برس إنّ المجموعة المكوّنة من 158 شخصًا الذين جرى اخراجهم من أفغانستان، هي جزء من قائمة تضم 545 شخصًا يسعون للمغادرة، وسيتوجهون إلى ألبانيا حيث سيقيمون مؤقتًا حتى يتمّ التوصل إلى “حل دائم”.
وأوضحت “نحن حقًا بحاجة الى أن تُقدم الدول على المساعدة الآن”، موضحة “يضم الاتحاد الدولي لكرة القدم 211 اتحادًا عضوًا، أي 211 دولة، ونحن ندعو كل هذه الدول لمساعدتنا فورا”.
– “حياة جديدة” –
في أفغانستان، واجهت النساء منذ فترة طويلة عداءً صريحًا لمشاركتهن في الرياضة، وخصوصاً في المناطق الريفية.
وقالت إحدى لاعبات المنتخب الوطني للسيدات إنّ كل شيء تغيّر بالنسبة لها عندما استولت طالبان على السلطة في منتصف أغسطس.
وأوضحت “هناك أشخاص ضيقو الأفق (يعتقدون) أن الفتيات لا أهمية لهنّ وأنا أريد أن أوضح لهم أن الفتيات هن أيضًا بشر. لهذا السبب انضممت إلى كرة القدم. كان الأمر صعبًا حتى بالنسبة لعائلتي”.
وتابعت الشابة (24 عامًا) التي فضّلت عدم الكشف عن هويّتها “بدأوا يدعموني ببطء، لكن في بعض الأحيان كان الوضع صعبًا”.
وغطّت ذراعاها وساقاها الكدمات جرّاء لعب كرة القدم لساعات متتالية مع زملائها في شوارع مجمّعها السكني في الدوحة.
وقالت إنّ أملها هو الذهاب إلى كندا، موضحة “أنا والفتيات الأخريات هنا لدينا حلم بأن نذهب إلى كندا … نأمل حقًا بأن تقبلنا كندا”.
وفي هذا الصدد، حث إنفانتينو استراليا ونيوزيلندا اللتين تنظّمان بطولة كأس العالم للسيدات في 2023، والولايات المتحدة وكندا والمكسيك حيث تقام بطولة كأس العالم للرجال في 2026، إلى استضافة لاعبات من أفغانستان.
وقال “فليعطونا إشارة ترحيب ببعض هؤلاء الفتيات، أعتقد أنّها ستكون رسالة تضامن رائعة لا يمكن أن تحقّقها سوى كرة القدم.”
ولجأت بعض أعضاء فريق المنتخب الوطني الأفغاني للسيدات وعائلاتهن بالفعل مؤخّرا إلى البرتغال وعدن للتدريب في ضواحي لشبونة.
وبالنسبة لكوك، تعكس قصص هؤلاء الرياضيات “مأساة إنسانية”.
وقالت “إنه لأمر مفجع أن تسمع قصصهنّ. ومن المحزن أن تحاول أن تكون في مكانهنّ وتحاول أن تتخيّل كيف يشعرن”، معتبرة انّ “هؤلاء هم الأشخاص الذين يستحقون أن يكونوا قادرين على بدء حياة جديدة”.