تحليل | برشلونة يغلق أبواب الجحيم على ريال مدريد في الكامب نو!
في السادس والعشرين من مايو الماضي داعب نادي ريال مدريد براحتيه عنان السماء في العاصمة الأوكرانية كييف، بعد أن توج للمرة الثالثة على التوالي بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا على حساب عملاق الدوري الانجليزي ليفربول، ولكن بعد بضعة أشهر تحول وهج هذا الإنجاز إلى ظلام دامس لم يبق منه شيء.
وارتطم ريال مدريد أمس الأحد بالقاع بقوة في ملعب “كامب نو”، معقل غريمه التاريخي برشلونة، إثر سقوطه أمامه بنتيجة 5 / 1 في مباراة كلاسيكو الكرة الإسبانية ليتراجع إلى المركز التاسع في بطولة الدوري المحلي، بعدما تجمد رصيده عند 14 نقطة حصدها في 10 مراحل.
وتراجع ريال مدريد بشكل كبير في جدول ترتيب الدوري الإسباني “الليجا” ليأتي بعد بعض الأندية المتواضعة في البطولة مثل خيتافي وليفانتي وبلد الوليد وألافيس واسبانيول.
وأصبح ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا قبل بضعة أشهر، والذي حاز على إثر ذلك على لقب النادي الأسطوري والخالد، فريقا محطما بعد أن شهدت فترة استعداداته للموسم الجديد العديد من الاضطرابات، مما دفع الكثيرون في الوقت الحالي للنظر إلى تلك الفترة بعين الريبة والشك.
وساهم رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومن قبله المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، صاحبا الفضل الأول في فوز النادي الملكي بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، في إضعاف ريال مدريد بشكل كبير.
وتعاقد ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية مع المدرب الإسباني جولين لوبيتجي ليخلف زيدان في منصب المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، ولكنه لم يستثمر مبلغ الـ 100 مليون يورو الذي تقاضاه من صفقة بيع رونالدو لصالح يوفنتوس الإيطالي في شراء نجم أخر قادر على رأب الصدع الذي أحدثه رحيل النجم البرتغالي، هذا الصدع الذي تحول اليوم إلى فوهة بركان.
وضم ريال مدريد خلال سوق الانتقالات الصيفية حارس وظهير ومهاجم، هذا الأخير هو ماريانو دياز الذي جاء لخلافة النجم البرتغالي صاحب القميص رقم 7، ولكنه لم يتعاقد مع لاعب قادر على حسم المباريات.
ويفتقد ريال مدريد هذا الموسم إلى أهداف رونالدو، فقد سجل النادي المدريدي 21 هدفا في 14 مباراة لعبها حتى الآن، وهو معدل ضعيف للغاية بالنسبة لفريق اعتاد على التسجيل في الملاعب الأكثر صعوبة وسخونة في القارة الأوروبية.
حدث معنا كل شيء
وعلى سبيل المثال، نجح ريال مدريد في الموسم الماضي في التغلب على أفضل الفرق في القارة العجوز على ملاعبها خلال طريقه نحو حصد لقب دوري أبطال أوروبا الـ 13 في تاريخه، مثل باريس سان جيرمان ويوفنتوس وبايرن ميونخ.
وقال لوبيتيجي: “لقد حدث معنا كل شيء”، في إشارة إلى الأسابيع الأخيرة التي شهدت وقوع العديد من الإصابات في صفوف فريقه ووقوف الحظ حائلا أمامه ليحرمه من التسجيل في عدة لقاءات وتلقيه خمسة هزائم منذ 22 سبتمبر الماضي وحتى الآن.
واستطرد لوبيتيجي عقب مباراة أمس التي قد تكون الأخيرة له مع ريال مدريد، قائلا: “لقد كان عام المونديال وحدثت العديد من الأشياء، أعتقد أن غياب الحسم في العديد من المباريات أغضبنا كثيرا”.
وتتضافر عوامل أزمة التهديف والإصابات والحظ السيء في ريال مدريد مع عامل أخر مهم للغاية، ألا وهو هبوط المستوى الفني لبعض من لاعبي الفريق.
ولم ينج أي لاعب في ريال مدريد خلال الفترة الأخيرة من سهام الانتقادات، حتى إن اللاعبين الوحيدين اللذين خاضا نهائي بطولة كأس العالم الأخيرة (لوكا مودريتش ورافايل فاران) يقدمان أسوأ مستوياتهما منذ أن ارتديا قميص النادي الإسباني.
وأضاف لوبيتيجي قائلًا: “بعض اللاعبين عانوا كثيرًا من أجل العودة لأفضل مستوياتهم”، إلا إنه أعرب في الوقت نفسه عن شعوره بالتفاؤل حيال مستقبل ريال مدريد، سواء كان ذلك في وجوده على مقعد المدير الفني أو بعد رحيله.
وأكمل: “الفريق لا يزال لديه ما تبقى من الموسم بأكمله، أثق بأن ريال مدريد سيحتفل هذا العام، سنرى ماذا سيحدث في أبريل ومايو، لا يزال هناك وقت كثير”.
وبالفعل لا يزال الموسم طويلا وريال مدريد يمتلك القدرة على إحداث التغيير في مساره ومن ثم إنهاء الموسم بالفوز بأحد الألقاب، وخاصة في بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا اللتين يتم حسمهما بمراعاة بعض التفاصيل الدقيقة وخلال الأشهر الأخيرة من الموسم.
ولكن الأمر يختلف كليا في الليجا، حيث تضرر النادي المدريدي كثيرا ومن الصعب التصور أنه قادر على تعويض فارق النقاط السبع بينه وبين برشلونة.
وهكذا، بين إنجازه الفريد في كييف وسقوطه الأخير في برشلونة، هبط ريال مدريد من التحليق في سماء المجد إلى قاع الجحيم في 155 يوما فقط.