تحليل مباراة باريس ولايبزيغ.. حنكة توخيل تطغى على عبقرية ناغلسمان

طغت حنكة المدير الفني الألماني “توماس توخيل” على عبقرية مواطنه “جوليان ناجلسمان” في مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا التي أقيمت مساء اليوم الثلاثاء، لتنتهي لصالح باريس بثلاثة أهداف دون رد، وسط أداء باهت للغاية من النادي الألماني المملوك لشركة مشروب الطاقة ريد بول.
دخل توماس توخيل المباراة برسم تكتيكي 4-3-3، مواصلاً الاعتماد على لاعب الوسط القوي “ماركينيوس” الذي تحول إلى أحد هدافي الفريق في المراحل الإقصائية من بطولة هذا العام، حيث سجل هدفين لهما تأثير عظيم، الأول أمام اتلانتا، والثاني أمام لايبزيج، بفضل التوغل في العمق والهروب من لاعبي الوسط برشاقة وخفة.
وتسبب تواجد الثلاثي السريع “دي ماريا ومبابي ونيمار” في خلق وابل من الفرص المؤكدة للتسجيل، وربما لو سارت الأمور مع باريس لأنهى هذه المباراة متفوقًا بخمسة أو ستة أهداف كما يفعل مع أندية الدوري الفرنسي الضعيفة.
ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبه الظهير الأيسر الإسباني “بيرنات” في عملية الصعود لتأدية الأدوار الهجومية بتعقل وتريث دون اندفاع مبالغ فيه حتى في ظل التراجع الفني واللياقي الرهيب لفريق لايبزيج، الأمر الذي مكنه من إحراز الهدف الثالث وقتل المباراة تمامًا في بداية الشوط الثاني.
وتميز توخيل كذلك في عملية إدارة المباراة على خصمه، حين قرر مواصلة اللعب بنفس التشكيلة حتى الدقائق العشر الأخيرة، التي بدأ يغير فيها بإشراك اسماء مثل موتينج ودراكسلر وسارابيا وفيراتي، بينما فقّد مدرب لايبزيج ثقته في صانع ألعابه الفرنسي المميز “نكونكو” وفي لاعبه الإسباني الرائع “أولمو” وقام بسحبهما من أرض الملعب فور بداية الشوط الثاني، وهذا أثر كثيرًا على تركيز الفريق وأفسد إمكانية عودته في اللقاء، حيث استغرقت جميع الأوراق الاحتياطية وقتًا طويلاً حتى اندمجت في اللعبة، ليفشل الفريق في تهديد مرمى الحارس الاسباني “ريكو”.

وبات باريس سان جرمان على بعد خطوة من دخول التاريخ من بابه الواسع بعد أن بلغ نهائي دوري ابطال أوروبا للمرة الاولى في تاريخه في العيد الخمسين لتأسيسه.
ويدين بطل فرنسا بفوزه لكل من البرازيلي ماركينيوس بعد أن سجل في الدقيقة (13)، والأرجنتيني أنخل دي ماريا صاحب الهدف الثاني في الدقيقة (42) والاسباني خوان برنات صاحب الهدف الثالث في الدقيقة (56).
ويلتقي سان جرمان في النهائي المقرر في 23 الحالي مع بايرن ميونيخ الألماني او ليون الفرنسي مفاجأة الموسم اللذين يلتقيان الاربعاء.
وضمن سان جرمان تواجد فريق فرنسي في النهائي للمرة الاولى منذ موناكو 2004.

وكان نادي العاصمة الفرنسية بلغ المربع الذهبي للمرة الاولى منذ 25 عاما والثانية فقط في تاريخه بعد فوز قاتل على اتالانتا الايطالي 2-1 بهدفين في الدقيقتين 90 و90+3، فيما تفوق لايبزيغ على اتلتيكو مدريد الاسباني بالنتيجة ذاتها ليبلغ نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخه في ثاني مشاركة له فقط.
وسيتطلع سان جرمان المملوك قطريا منذ العام 2011، بقيادة مدربه الألماني توماس توخل لأن يصبح ثاني ناد فرنسي فقط يحقق لقب المسابقة القارية الأسمى بعد مرسيليا عام 1993 في سعيه لثلاثية تاريخية بعد تتويجه بلقبي الدوري والكأس المحليين إضافة الى النسخة الأخيرة من كأس الرابطة.
