كيف انقذت قطر دوري ابطال اسيا 2020؟ وهل تكررها في كأس العالم للأندية؟
في مايو الماضي، قدم الدوري الألماني (بوندسليجا) نموذجًا متميزًا لما يمكن أن يكون عليه التعامل في البطولات الرياضية بشكل عام والكروية بشكل خاص في ظل أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد.
وكان الدوري الألماني أولى بطولات الدوري الكبيرة التي تستأنف فعالياتها في ظل جائحة كورونا ، وحقق البروتوكول الصحي الصارم الذي قدمه منظمو المسابقة نجاحًا باهرًا لتكتمل المسابقة دون مشاكل كبيرة ويصبح البوندسليجا نموذجًا يحتذى لدى بطولات الدوري الكبيرة.
ولكن تطبيق هذا النموذج على بطولات الأندية القارية كان أمرًا صعبًا في ظل اختلاف اللوائح والإجراءات المطبقة في كل دولة عن نظيرتها في دول أخرى ما يعني صعوبة اتباع نفس الإجراءات التي طبقت في البوندسليجا أو في باقي بطولات الدوري المحلية.
ومن الطبيعي أن يزداد الأمر صعوبة في البطولات القارية التي كانت لا تزال في أدوار مبكرة مع أرتفاع عدد الفرق المتنافسة وصعوبة إحكام الإجراءات الصحية وإتاحة عمليات السفر والتنقل دون مشاكل أو أزمات تتعلق بالتأخير من ناحية أو بالناحية الصحية من ناحية أخرى.
وكانت بطولة دوري أبطال آسيا من أكبر الأمثلة على هذا خاصة وأن فعاليات البطولة توقفت بسبب جائحة كورونا وهي لا تزال في دور المجموعات الذي يقام بمشاركة 32 فريقًا من بينهم 16 فريقًا من منطقة شرق وجنوب شرق القارة ومثلهم من غرب القارة إضافة لكون القارة الأسيوية هي الأكبر من بين جميع قارات العالم واختلاف الإجراءات المطبقة في معظم الدول التي تنتمي إليها هذه الفرق المتنافسة.
ووسط المخاوف في العديد من بقاع العالم بسبب الموجة الجديدة من الإصابة بعدوى فيروس “كورونا” المستجد ، وحرص الاتحاد الأسيوي للعبة على استكمال المسابقة ، أصبح نجاح فكرة “الفقاعة الصحية” مصدر الاطمئنان وصمام الأمان الوحيد لفعاليات البطولة.
ونجحت فكرة “الفقاعة” في تمهيد الطريق أمام استئناف عدد من البطولات في القارة الأوروبية ، ومنها مسابقة دوري أبطال أوروبا التي استكملت في العاصمة البرتغالية لشبونة في ظل إجراءات وقائية واحترازية مشددة للحد من تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” بشكل أكبر.
وكان الوضع أكثر صعوبة في القارة الأسيوية مع وجود عدد كبير من الفرق المتنافسة في البطولة ، ولكن الإمكانيات التي تتمع بها العاصمة القطرية الدوحة ساهمت في إنقاذ البطولة حيث استضافت الدوحة فعاليات ما تبقى من دور المجموعات وكذلك الأدوار النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا على مستوى منطقة غرب القارة خلال الفترة من 14 سبتمبر وحتى الثالث من أكتوبر الماضيين.
وأقيمت مباريات هذه الدورة المجمعة في ظل إجراءات صارمة تضمن التحرك المحدود والآمن لجميع المشاركين ضمن نطاق يقتصر على مقار الإقامة وملاعب التدريب والاستادات ، لضمان سلامة جميع اللاعبين والمنظمين وغيرهم خلال المشاركة في البطولة.
وشملت التدابير الوقائية خضوع جميع المشاركين لفحص (كوفيد19-) ، واستخدام وسائل نقل آمنة ، والتعقيم المنتظم لكافة استادات البطولة ومواقع التدريب ومرافق الإعلام إضافة إلى تخصيص أطقم طبية في الاستادات طوال فترة المنافسات.
وناقش خبراء في قطاعات الصحة والسلامة والمنافسات خلال ندوة عبر تطبيق “زوم” بعنوان “استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في ظل أزمة كوفيد19-” شاركت فيها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) ، الإجراءات التي اتخذتها قطر والدروس المستفادة التي يمكن تطبيقها في تنظيم أحداث رياضية بالمستقبل في ظل الوباء العالمي.
وقال الدكتور عبد الوهاب المصلح مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة والطوارئ خلال مداخلته في الندوة : “فرض علينا انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم واقعًا جديدًا تطلب منا ضرورة اللجوء لحلول نوعية تضمن أمن وسلامة جميع المشاركين في المنافسات الرياضية. وعليه ، اتبعنا منهجا يضمن خضوع كافة المشاركين للفحص قبل دخولهم إلى دائرة العزل الطبي الصارمة ، ولم يسمح لأحد بتجاوز هذا النطاق الآمن لضمان سلامة الجميع”.
وأوضح : “أجرينا خلال منافسات البطولة أكثر من 7900 فحص ، ولم تتجاوز نسبة الحالات الإيجابية 7ر1 % وهو معدل منخفض للغاية مقارنة بالمعدلات السائدة بالدولة”.
وأضاف المصلح: “في حال المقارنة بين عدد الفرق المشاركة في منافسات دوري الأبطال لغرب القارة وعدد الفرق المتوقع مشاركتها في بطولة كأس العالم في العام 2022 ، ستجد أنها بمثابة نسخة مصغرة من المونديال ، وتبلغ النصف تقريبا ، من حيث أعداد الفرق والأفراد. أفادتنا التجربة كثيرا في ظل التحسين المستمر لخطط السلامة الصحية على صعيد البطولات الرياضية الكبرى ، وصقل مهارات وقدرات الفرق المحلية العاملة في هذا المجال، بما يرفع من استعداداتنا للحدث الأكبر ، مونديال قطر 2022 بعد نحو عامين من الآن”.
وفي ظل نجاح التجربة والجهود التي بذلتها الأطقم الطبية للخروج بهذه الدورة المجمعة إلى بر الأمان ، قرر الاتحاد الآسيوي منح قطر حق استضافة نفس الفعاليات على مستوى شرق القارة خلال الفترة من 18 نوفمبر الماضي إلى 13 ديسمبر الحالي وسط تدابير احترازية صارمة لضمان صحة وسلامة اللاعبين والإداريين وأعضاء اللجنة المحلية المنظمة.
وتكرر النجاح في منافسات شرق القارة ثم في المباراة النهائية التي فاز فيها أولسان هيونداي الكوري الجنوبي على بيرسبوليس الإيراني ليحجز مقعده في مونديال الأندية.
وصرح جوردون بيني مدير إدارة الصحة والسلامة في اللجنة المحلية المنظمة بأن أحد أسباب نجاح التجربة “اتصالات واضحة بين كافة الأطراف ، والتأكد من إطلاع الجميع مبكرًا على الإجراءات المقررة”.
وقال بيني : “كان تضافر الجهود بين جميع الأطراف المشاركة في العملية التنظيمية والتواصل المفتوح بينهم أحد العوامل الرئيسية لنجاح منافسات البطولة المجمعة لمنافسات غرب آسيا ما حدا بالاتحاد الآسيوي لتجديد ثقته في دولة قطر بتنظيم ما تبقى مباريات البطولة لمنطقة شرق القارة وصولًا للمباراة النهائية”.
وأضاف : “لا يخفى على أحد مدى استفادتنا من تلك التجربة الثرية. دولة قطر تضع الآن معيارًا جديدًا يحتذى به حول العالم للسلامة والتدابير الصحية ، وسنضيف إليها المزيد من الدروس المستفادة خلال تنظيم العديد من الفعاليات التجريبية خلال الفترة القادمة وفق المنهج الفريد الذي رسمته قطر”.
ومع تكرار نفس النجاح على المستويين التنظيمي والصحي في منافسات شرق القارة ، أصبح هذا بمثابة حافز إضافي على إقامة فعاليات بطولة كأس العالم للأندية في الدوحة في أقرب فرصة ممكنة في ظل التوقعات.
وبالفعل ، لم يكن تغيير موعد البطولة إلى فبراير المقبل بسبب قصور في قدرات الدوحة على استضافة البطولة وإنما كان نابعًا من تأخر تتويج بعض أبطال القارات وخاصة في بطولة كأس ليبرتادوريس ، التي استأنفت فعالياتها مؤخرًا ليتأخر تتويج بطلها باللقب إلى موعد لاحق للموعد المقرر سابقًا لمونديال الأندية في قطر خلال ديسمبر الجاري.
اقرأ ايضًا
- تقرير | لامبارد: تراجع مستوى ارسنال لا يعني ضمان تشيلسي لنقاط الديربي
- اخبار السعودية | كلاسيكو الهلال والاتحاد يخطف الأضواء
- الفيفا يجري تعديلاً على كأس العالم للسيدات
- اخبار الامارات | الاسطورة إيكر كاسياس يحضر مؤتمر دبي الدولي
- مبابي يتجاوز ادارة باريس ويودع توماس توخيل