أسئلة شائعة

هل يحق للحكم العودة للمباراة بعد إطلاق صافرة النهاية؟

حين انتزع مانشستر يونايتد أول انتصاراته على برايتون في موسم 2021/2020 بنتيجة 3-2، بشق الأنفس وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وقعت حادثة صادمة بعد انتهاء اللقاء.

كان ما جرى في تلك المباراة غير مسبوق، حيث جاء هدف فوز مان يونايتد من ركلة جزاء بعدما أطلق حكم المباراة كريس كافانا صافرة نهاية المباراة.

عاد الحكم آنذاك إلى الملعب مجددًا، بعدما أُخُبر من قبل حكم الفيديو المساعد (الفار)، أن هناك لمسة يد على لاعب برايتون نيال موباي، بعد رأسية من هاري ماجواير.

على الفور تراجع الحكم عن صافرة النهاية وذهب للشاشة لمشاهدة الإعادة، ثم اتخذ القرار بمنح مانشستر يونايتد ركلة جزاء، سجل منها البرتغالي برونو فيرنانديز هدف الفوز، ليحصد الشياطين الحمر نقاط المباراة بصعوبة.

ماذا يقول القانون في هذه الحالة؟

وفق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم لتشريع القوانين والمعروف اختصاراً (IFAB): “ليس هناك وقت محدد لمراجعة أي حالة تحكيمية”.

تضيف المادة “الأهم من السرعة هو الدقة واتخاذ القرار الصحيح، لكن الحكم والمساعدان عليهم دائمًا اتخاذ قرار أولي بغض النظر عن وجود تقنية الفار”.

كما “يجب إكمال عملية المراجعة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، ولكن دقة القرار النهائي أهم من السرعة. ولهذا السبب، ولأن بعض المواقف معقدة مع العديد من القرارات والحالات القابلة للمراجعة، فلا يوجد وقت محدد لهذه العملية”.

و”يحق للحكم اتخاذ ما يراه من قرار مناسب للحالة، سواء بالإلغاء أو التعديل أو فرض أي عقوبة أو إجراء تأديبي، ويعيد اللعب وفقًا لقوانين اللعبة”.

وشهد فريق برايتون، مباراة حبست الأنفاس، إذ تقدم مانشستر يونايتد بهدف عكسي عن طريق لويس دانك، ثم ضاعف ماركوس راشفورد النتيجة للمانيو، غير أن الفريق المضيف لم يستسلم وسجل هدفين بواسطة نيال موباي، وسولومون مارش.

ولكن سجل النجم البرتغالي برونو فيرنانديز هدف الفوز لمانشستر يونايتد في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع.

أولمبياد باريس 2024

تكررت نفس الحالة في اولمبياد باريس 2024، لكن بعد زمن أطول بكثير، حين عاد حكم مباراة الارجنتين والمغرب لاستئناف اللعب بعد حوالي 90 دقيقة من اطلاق صافرة نهاية المباراة الافتتاحية في مجموعات كرة القدم.

كان المنتخب المغربي متقدّما 2-1 عندما نجح الأرجنتيني كريستيان ميدينا في إدراك التعادل بضربة رأسية بعد كرتين مرتدتين من القائم والعارضة (2-2) في الدقيقة الـ16 من الوقت بدل الضائع.

بعد هدف التعادل، دخل نحو 20 مشجعا مغربيا إلى أرض ملعب، وألقيت بعض عبوات المياه والأكواب من المدرجات، وانفجرت مفرقعات نارية عند أسفل مقاعد البدلاء الأرجنتينيين، حسبما ذكر وسائل إعلام

مع اقتراب المباراة من الدقيقة 90، أشارت الحكمة الرابعة فريدا كلارلوند إلى إضافة 15 دقيقة، وهي مدة طويلة أثارت جدلا كبيرا في صفوف المغاربة.

وبحسب شبكة “أوبتا” للإحصاءات كان الوقت الفعلي للعب في مباراة المغرب والأرجنتين 54 دقيقة و27 ثانية، في مباراة استمرت ما مجموعه 110 دقائق و29 ثانية.

انتهت الـ15 دقيقة من الوقت بدل الضائع، وكان من المفترض أن يطلق الحكم صافرته لكن لم يحصل ذلك فنجحت الأرجنتين في ادارك التعادل في الدقيقة 106.

ودون أن يتاح له الوقت للتأكد من صحة الهدف بمراجعة حكم الفيديو المساعد “في إيه آر”، طلب الحكم السويدي غلين نيبيرغ من اللاعبين العودة إلى غرف الملابس، دون أن يطلق صافرة نهاية المباراة.

غادر جزء من الجمهور الملعب من تلقاء نفسه معتقدا أن المباراة انتهت قبل أن تصل رسالة تدعو آخر الجماهير إلى إخلاء المدرجات لاستئناف المباراة خلف أبواب مغلقة.

تلك المدّة غير عادية لم يفهمها المغاربة، سواء اللاعبون أو المشجعون الموجودون بكثرة في المدرجات ومن يتابع من خلف شاشات التلفزيون عبر العالم. قال لاعب الوسط بلال الخنوس “ذهبنا لرؤية الحكم وسألناه عن الوقت المتبقي: في كل مرة كان يقول 5 دقائق أخرى، 5 دقائق إضافية لم أر ذلك في حياتي”.

ما سبب الغاء الهدف؟

استغرق خروج جميع المشجعين من الملعب وإجراء فحوص أمنية وفقا لبيان صادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) نحو ساعتين، ثم راجع الحكم تقنية الفيديو المساعد للتحقق من صحة هدف الأرجنتين، وتبين أن ثاني آخر لاعب سدد كرة على المرمى، برونو أميوني، كان في موقف تسلل.

وبإلغاء هدف التعادل الأرجنتيني بداعي التسلل، استأنف اللعب لبضع دقائق أمام مدرجات فارغة، ثم أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة التي استمرت 4 ساعات وانتهت بفوز المغرب 2-1، مما أثار استياء الأرجنتينيين

وقال مفوض شرطة سانت إتيان لوار ألكسندر روشات “حدث اقتحام من قبل حوالي 20 متفرجا، معظمهم من القُصّر، وهو ما لم يتسبّب في وقوع اشتباكات”.

وأضاف أن الاقتحام كان ذا طابع “بهيج واحتفالي” إلى حد ما، ويتعلّق بجماهير المنتخبين، مشيرا إلى أنه لم تحدث أي اعتقالات.

وعلّق حكيمي، قائد المغرب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلا “آسف لتصرفات بعض الجماهير خلال المباراة، والتي شوّهت صورة جماهيرنا الوفية. مثل هذا التصرّف لا مكان له في كرة القدم”.

مقالات ذات صلة