دراسة.. ما أسباب فشل بعض المواهب البلجيكية في الدوري الإنجليزي؟
بهذا العنوان جاءت خلاصة دراسة أكاديمية أجرتها جامعة أنتويرب البلجيكية حول المواهب الكروية في البلاد ومسيرتها بعد الاحتراف في الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليج”.
الدراسة التي أشار لها الصحفي (سام كاننجهام) في موقع inews تتبعت مسيرة اللاعبين المراهقين الذين غادروا بلجيكا في الميركاتو الشتوي والميركاتو الصيفي، وتعاقدوا مع أندية إنجليزية.
وجاءت الدراسة بناء على طلب من شركة Stirrs Associates وهي شركة تملك وكالة أعمال عدة لاعبين في بلجيكا من أجل تقديم خيارات أفضل للجيل المقبل منهم ولعائلاتهم.
ولم يحقق عدد من المواهب البلجيكية النجاح المنتظر منهم في إنجلترا، أمثال لاعب ليفربول “ديفوك أوريجي” وثنائي تشيلسي “ميشي باتشواي وثورجان هازارد” ولاعب وسط مانشستر يونايتد “مروان فيلايني”.
ونجح عدد قليل من اللاعبين البلجيك في بلاد الضباب أمثال كومباني ودي بروينه مع مانشستر سيتي، وإدين هازارد مع تشيلسي، ويان فيرتونخين وموسى ديمبيلي مع توتنهام، وروميلو لوكاكو مع إيفرتون.
وتقول الدراسة “بالتاكيد يمكن للاعب نيل أضعاف دخله المالي بالانتقال إلى إنجلترا لأن أنديتها ذات موارد مالية كبيرة، وهو أمر مهم لشاب مازال في مقتبل العمر”.
وأضافت “لكن اللاعبين الصغار يخاطرون بتدهور مسيرتهم لاحقاً وربما التحول إلى تائهين في عالم كرة القدم يعيشون السراب بعد أت كانوا على مقربة من تحقيق أحلامهم العظيمة”.
كيف يؤثر الانتقال المبكر للاعبين الشباب على نجاحهم المستقبلي؟
شملت الدراسة 80 لاعباً اعمارهم ما بين 15 و23 بين عامي 2005 و2018 وبالطبع فان قصص نجاح إيدين هازارد وكيفن دي بروينه وروميلو لوكاكو جعلت البعض يظن أن نجاح التجربة مضمون.
اللاعب Bossaerts (بوسايرتس) ابن ال22 عامًا، تواجد مع مانشستر ستي لاربعة اعوام، ويحترف حالياً مع فريق دوري الدرجة الثانية الهولندي.
اللاعب Boonen (بونين) البالغ من العمر 20 عاماً غادر مانشستر يونايتد العام الماضي، ويلعب الآن مع فريق يواجه خطر الهبوط في الدوري البلجيكي الممتاز.
بينما اللاعب Azzaoui (عزاوي) ابن ال21 عامًا، فلم ينجح بفرض نفسه في صفوف توتنهام، وانتقل الى فولفسبورج الالماني قبل ان يتم اعارته الى نادي فيليم الهولندي .
وبالنظر الى قصص النجاح القليلة فان هازارد لم ينتقل مباشرة الى البريميرليج بل امضى عامين في أكاديمية ليل الفرنسي ولعب في فريقه الأول لخمس سنوات قبل الانتقال لاحقًا الى انجلترا.
أما لوكاكو فقد لعب لثلاث سنوات مع الفريق الول لاندرلخت البلجيكي قبل اللعب في تشيلسي وحتى انذاك وجد صعوبة في اثبات نفسه في صفوف النادي اللندني.
وحتى دي بروينه، الموهبة الكبيرة، لم يجد نفسه متألقًا في تشيلسي في بداية احترافه في انجلترا، بالتالي فإن المسيرة ليست مفروشة بالورود للمواهب القادمة من بلجيكا كما يظن البعض.
وأحدث مثال على ذلك، هو اللاعب Musonda (موسوندا) الذي انضم لتشيلسي قبل أن يتم عامه الـ 16، وشارك في ثلاث مباريات فقط كبديل بالدوري إلى جانب بعض المباريات في كأس الرابطة.
وبعد عودته من إعارة ناجحة مع ريال بيتس، وفي سن الـ22 عامًا، فشل موسوندا في التواجد في قائمة الفريق لأقل من 23 عامًا للموسم الحالي، وتمت إعارته لنادي فيتيس الهولندي حيث لم يلعب في أي مباراة.
كيف يمكن للأندية الحفاظ على الاستثمار المالي في مواهب بلجيكا؟
الدراسة تشير الى ان نيل دقائق لعب اكثر في سن 18 او 19 افضل من الانتقال لفريق كبير وملازمة مقاعد البدلاء وسيكون لذلك تاثير مهم وواضح على اللاعب في مسيرته لاحقًا.
واللعب في صفوف فريق تحت 23 عامًا بالنادي الانجليزي مهما كانت شهرته، لا يماثل اللعب لفريق أول في دوري أوروبي متوسط المستوى كالدوري البلجيكي فيما يتعلق بتطوير اللاعب.
وتُدرك الأندية الإنجليزية ما يحدث جيدًا، وهي بالتأكيد لا ترغب بخسارة الاستثمار المالي الذي تضعه في هذه المواهب الشابة.
ومن أجل مواجهة المخاطر التي أشارت لها الدراسة، فإن خمسة أندية من البريميرليج بحثت الأمر مع شركة Stirrs Associates التي ترغب أيضًا بمستقبل أفضل للاعبين الذين تمتلك وكالة اعمالهم.
وأحد الحلول بتكوين شراكة أو شراء لأندية في دوريات أوروبية متوسطة من قبل الأندية الإنجليزية لمنح لاعبيهم الجُدد فرصة الدقائق الثمينة الضرورية لتطوير مستواهم.
وتمتلك أندية برايتون البيون وكارديف سيتي وليستر سيتي أندية بلجيكية في الوقت الحالي، بخلاف امتلاك مانشستر سيتي لناد في أستراليا وآخر في الولايات المتحدة، ناهيك عن حجم أعمال نادي تشيلسي مع فيتس آرينهيم الهولندي منذ سنوات.
“البعض يبحث عن ليونيل ميسي جديد، لكنه في العالم الواقعي لكرة القدم، وفي القرن الحادي والعشرين، قد يكون مجرد موهبة تبحث عن دقائق أكثر، ويتم اعارتها لناد رديف أو لشريك ما، قبل الرهان عليه في صفوف الفريق الأول للنادي.