“في كتاب سيرته الذاتية”.. جون توشاك يتهم رونار بالتسبب في إقالته من الوداد
وجه المدير الفني الويلزي الشهير جون توشاك، المدير الفني الأسبق لنادي ريال مدريد الإسباني والوداد المغربي، اتهامات صريحة للمدرب الفرنسي هيرفي رونار، بتسببه في إقالته من تدريب الوداد عام 2016.
قدم طوشاك العديد من التفاصيل حول ذكرياته في المغرب مع الوداد في كتاب سيرته الذاتية، مُفنداً أسباب مغادرته للفريق قبل عام من التتويج التاريخي بدوري أبطال إفريقيا عام 2017، تحت القيادة الفنية للمدرب الوطني الحسين عموتة.
وادعى توشاك أن المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي كان يعمل آنذاك مدرباً للمنتخب المغربي، كانت له يد في رحيله عن تدريب الوداد من أجل التوسط لتعيين سيباستيان دوسابر سنة 2016.
أكد المدرب الأسبق للوداد الرياضي في الجزء الذي يخص الوداد، أنه شعر بالفخر وهو يتابع نهائي دوري أبطال إفريقيا سنة 2017 أمام الأهلي المصري، من مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وسعد كثيراً وهو يرى الفريق الذي ساهم في صنعه بين عامي 2014 و2016، يحقق الفوز 1-0 ويعانق أول لقب في دوري الأبطال منذ عام 1992.
كتاب طريقة طوشاك Toshak’s way
خصص جون توشاك فصولا طويلة من كتابه “Toshak’s Way”، للحديث عن تجربته في الوداد، مشيرا إلى أن الدولي السابق نور الدين النيبت كان له دور مهم في إقناعه بتدريب النادي الذي كان خارجا للتو من أزمة كبيرة.
وعن توليه تدريب الوداد، قال طوشاك في سيرته الذاتية: “أقنعني الرئيس سعيد الناصري بتدريب الوداد، قدم لي مشروعا طموحا لإعادة النادي إلى سكة الألقاب وكنا نملك فريقا جديدا، بعد جلب عدد هائل من اللاعبين الجدد”.

واعترف المدرب الويلزي أنه كان يملك لاعبين ممتازين أمثال وليد الكرتي، الذي كان يحرث الملعب ويبذل مجهودا خرافيا، حسب تعبيره، إلى جانب لاعبي وسط دفاعي يصعبون الأمور على أي خصم (إبراهيم النقاش وصلاح الدين السعيدي)، ومحور دفاع ذو خبرة كبيرة (هشام العمراني ويوسف رابح)، وخط هجوم قوي بحضور الغابوني ماليك إيفونا والشاب رضى الهجهوج، وخلفهما الإيفواري بكاري كوني.
كما فند العديد من التفاصيل المثيرة في كتابه، من ضمنها التتويج بلقب الدوري في أول موسم له مع الوداد، واكتشافه لعدة مناطق جميلة في المغرب، كجبال الأطلس والأسواق التقليدية الشعبية، وتحدث أيضا عن الرحلات الإفريقية الشاقة، والبقاء في المطارات لساعات طويلة.

وأبرز توشاك الفوارق الكبيرة بين تجاربه الأوروبية والتدريب في المغرب، وذكر عدة طرائف، من ضمنها انتقاده للمكلف بعشب ملعب التداريب بمركب محمد بنجلون، الذي رد عليه قائلا: “لا أملك مالا لشراء الطلاء الأبيض ورسم خطوط الملعب”، إلى جانب نسيان إداري الفريق لرخصة تدريب مساعده الإسباني يوفارتي لوبيز، واضطراره للجلوس في المدرجات.
وبخصوص دوري أبطال إفريقيا 2016، أضاف توشاك بقوله إن فريقه كان قويا جدا وهزم أندية عملاقة كمازيمبي الكونغولي وغيرها، قبل أن يتوقف المسار في المربع الذهبي أمام الزمالك المصري.

وعاد توشاك إلى تفاصيل المباراة التي تسببت في إقالته من منصبه، عقب الخسارة برباعية نظيفة أمام الزمالك المصري في لقاء الذهاب في القاهرة.
ما أسباب رحيل توشاك عن الوداد؟
أضاف توشاك المزيد من التفاصيل حول أسباب رحيله عن الوداد، حين قال “اصطدمت مرة أخرى بأمور بعيدة عن اختصاصاتي ولا أتحمل فيها المسؤولية. قبل سفرنا بقليل، قيل لي إن الحارس الأساسي زهير العروبي لن يسافر إلى مصر بسبب وظيفته في السلك العسكري، واضطررت للاعتماد على الحارس الثاني محمد عقيد، الذي لم يكن جاهزا، في ليلة المباراة رأيت الخوف في عينيه، لم يمنح الطمأنينة للمدافعين، وانهزمنا برباعية هناك في مباراة ارتكبنا فيها كل أنواع الأخطاء”.
وأضاف: “بعد تناول وجبة العشاء، جاء طبيب الفريق ليخبرني بخبر إقالتي. قبل ذلك اليوم، انفصلت عن 16 فريق، ولم يسبق لي أن تلقيت خبر إقالتي بتلك الطريقة الغريبة”.

وأوضح توشاك أن مغادرته للوداد كانت حتمية، حتى قبل الهزيمة الثقيلة أمام الزمالك، مشيرا إلى أن الناخب الوطني السابق، هيرفي رونار، هو من ظل يرشح مواطنه سيباستيان دوسابر للرئيس السابق للوداد، سعيد الناصري، الذي كان أيضا عضوا داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
أتم توشاك في هذا الصدد أنه تابع مباراة الإياب بالرباط من المدرجات، التي انتهت بفوز الوداد على الزمالك بحصة 6-2، وإقصائه بشرف من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، ثم غادر في اليوم التالي صوب إسبانيا وهو حزين، وفخور في الوقت، عندما قارن بين وضع الوداد في صيف 2014 عند مجيئه، وكيف أصبح بعدها بعامين.

يشار إلى أن جون توشاك المولود في كارديف عام 1949 سبق له تمثيل أندية كارديف سيتي وليفربول وسوانسي سيتي في الفترة من 1965 إلى 1984، وتُوج خلال مسيرته كلاعب بلقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات مع ليفربول أعوام 1973 و1976 و1977، بالإضافة لكأس إنجلترا 1974، ودوري أبطال أوروبا 1977، وكأس الاتحاد الأوروبي 1973 و1976 والسوبر الأوروبي 1977.
وعلى المستوى التدريبي فاز بلقب كأس ملك إسبانيا كمدير فني لنادي ريال سوسيداد عام 1987، ولقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد بموسم 1990/1989، والدوري المغربي للمحترفين مع الوداد عام 2015.



