ما هي مكاسب مدريد وريفربليت وبوكا جونيورز من السوبر كلاسيكو؟
جماهير مجنونة، شغف لا مثيل له، عداء بين الفريقين منذ أمد طويل بالإضافة لسحر الكرة الأرجنتينية وأجواء ملاعبها. كلها أمور جعلت من لقاء قطبي العاصمة الأرجنتينية بوكا جونيور و ريفر بليت مباراة منتظرة في كل مرة، ما بالك وقد وصلا سويًا لنهائي كوبا ليبرتادوريس 2018 لأول مرة في التاريخ.
تُوج ريفربليت في نهاية المطاف بلقب لبرتادوريس للمرة الرابعة في تاريخه، لينتقل إلى كأس العالم للأندية لمواجهة العين الإماراتي في نصف النهائي.
دخلت خزائن النادي مبلغ ستة ملايين دولار جراء التتويج بالليبرتادوريس من الاتحاد الأميركي الجنوبي “كونميبول، لكن هناك الكثير من المكاسب الأخرى التي حققها النادي جراء نقل المباراة إلى ملعب ريال مدريد “سنتياجو برنابيو”، ناهيك عن مكاسب بوكا جونيورز ومدينة مدريد نفسها، وهذا ما سنفنده معكم في سياق هذا التقرير الاقتصادي من MercatoDay.
نهائي القرن
بعد تأهل الفريقان لنهائي ليبرتادوريس 2018، وصفت المباراة من جانب الإعلام الأوروبي واللاتينية بنهائي القرن، وكانت هذه أول العلامات أو الإشارات لرفع قيمة اللقاء من الناحية الاقتصادية.
الإعلام لعب الدور الأبرز في تحويل المباراة إلى معركة لا مثيل لها، وشيء قد لا يُشاهده الناس في حياتهم إلا كل 30 سنة مرة.
لم يتوقف الحديث عن المواجهة المنتظرة، ما بين رفض حكام أميركا اللاتينية لفكرة إدارة اللقاء – وهو ما نفته لجنة الحكام في الاتحاد الجنوب أميركي فيما بعد-، وما بين شد وجذب بين الجانبين حول قيمة التذاكر ويوم وساعة إقامة المباراة الأولى.
كل هذا الجدل تُوج في نهاية المطاف برفض المناخ والطبيعة لإقامة لقاء الذهاب في موعده بعدما تسببت الأمطار الغزيرة في تأجيلها لمدة 24 ساعة لعدم جاهزية أرضية ملعب لابومبونيرا -معقل البوكا-.
إثارة مُساعدة
انتهت موقعة الذهاب بالتعادل الإيجابي 2/2، وترقب الجميع الحسم في لقاء الإياب بالمونيمونتال -معقل الريفر بليت- في ظل قواعد الكونميبول التي تقضي بعدم احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين، وهذه النقطة أيضًا ضاعفت من حجم الترويج الإعلامي للقاء، فالمباراة لم تنته بنسبة 100٪ وليس بنسبة 1٪، نظرًا إلى أن ريفربليت كثيرًا ما خسر على ملعبه من بوكا جونيورز في السنوات الماضية.
لكن كان لجمهور الريفر رأي آخر بعد تعديه على لاعبي وحافلة بوكا جونيور أثناء توجههم إلى المونيمنتال، مما تسبب في تأجيل اللقاء لأجل غير مسمى بعد رفض البوكا اللعب واقرار الكونميبول للتأجيل.
استثمار
البعض يعتقد أن نقطة تأجيل مباراة الإياب، أثرت بالسلب، بلعكس، بل ضاعفت من قيمة وأهمية الحدث، ودفعت دول مثل قطر وإيطاليا والإمارات وكولومبيا وأوروجواي تُقدم عروضًا جادة لاستضافتها، وقيل أن قطر كانت على استعداد لتقديم تسهيلات لنقل الجمهور من الأرجنتين عبر خطوطها الجوية، ودفع مبالغ مالية لكلا الناديين، لأن ذلك سيساعد على اختبار جودة المرافق والملاعب الخاصة بكأس العالم 2022.
استضافة المباراة كانت بحق فرصة الاستثمارية لدول ومدن مختلفة، وحدث شيء أشبه بالسباق لاستضافة اللقاء من أجل تحقيق أكبر استفادة من الصخب الجماهيري والعوائد الاقتصادية والإعلانية.
واستقر الاختيار في النهاية على العاصمة الإسبانية رغم المشاكل السياسية القديمة والعداوة التاريخية ما بين دول أميركا اللاتينية ومدريد. تلك العداوة التي دفعت مؤسسي بطولة دوري أبطال أميركا اللاتينية بتسمية بطولتهم بـ “ليبرتادوريس”، لكن لغة المال كان لها الكلمة العليا في هذا الصراع.
40 مليون يورو إيرادات العاصمة الأسبانية من نهائي القرن
تنوعت ما بين ايرادات التذاكر وحجوزات الطيران، واعتبرت الدراسة التي نشرها موقع صحيفة ماركا الاسبانية أن 25% من الايرادات ذاهبة لمطاعم وحانات مدريد و 10% بالمائة منها بفضل الأنشطة السياحية كحجوزات الفنادق وتسوق الجماهير الأرجنتينية.
التأكيد على صناعة كرة القدم
في الأخير يتم التأكيد مرارا وتكرارا على أن كرة القدم صناعة، وتكمن المهارة في تحويل الشغف الجماهيري لمردود اقتصادي كما فعلت مدريد مع جنون جماهيري مذهل كان محور اهتمام متابعي كرة القدم حول العالم. وكما تتطلع الدوحة بعد اقرار استضافتها لنهائي كأس السوبر الإفريقي المقبل بين الترجي التونسي والرجاء المغربي.