لماذا شعبية الدوري الانجليزي في خطر حقيقي؟
عاد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ليصطدم من جديد برابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ولكن هذه المرة بسبب الخلاف بينهما حول عدد اللاعبين الأجانب المفترض تواجدهم في تشكيلات الأندية، للسماح بمشاركة المزيد من اللاعبين المحليين مع الأندية الكبرى كي يتحسن مردود المنتخبات الإنجليزية بمختلف مستوياتها، وهو الموضوع الذي أثير منذ فترة قصيرة بعد قرار انسحاب إنجلترا من “الاتحاد الأوروبي”.
ورغم الضبابية والغموض الذي يكتنف صحة موقف الطرفين، يرغب الاتحاد الإنجليزي في وضع حد للاعبين الأجانب المحترفين في صفوف الأندية الإنجليزي، بحيث يصل عددهم على أقصى تقدير إلى 13 لاعبًا في الفرق التي تضم قائمتها 25 لاعبا.
ويعتمد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في موقفه هذا على القرارات والقوانين الحكومية التي تتعلق بالعاملين الأجانب في إنجلترا والتي تم تعزيزها بعد قرار إنجلترا بالانسحاب من الاتحاد الأوربي، مما يعني أن 65 بالمئة من اللاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي في طريقهم إلى الرحيل عنه.
هل الانسحاب من الاتحاد الاوروبي هو السبب؟
أشارت صحيفة “أ س” الإسبانية إلى أن الاتحاد الإنجليزي يرغب في الذهاب في هذه القضية إلى أبعد مدى، حيث يتطلع إلى تقليص عدد اللاعبين الأجانب حتى لو لم تنسحب إنجلترا من الاتحاد الأوروبي، بالتالي فإن الانسحاب ليس السبب الرئيسي لاتجاه مسؤولي الاتحاد الإنجليزي نحو تقليص عدد الأجانب.
وتصر رابطة الدوري الإنجليزي على أنه لا يوجد دليل على أن تطبيق قاعدة تقليص اللاعبين الأجانب سيكون مفيدا بشكل أكبر للمنتخب الإنجليزي.
وتمارس الأندية الإنجليزية ضغطا كبيرا على الحكومة البريطانية لفرض حماية على حقوق اللاعبين الأوروبيين، حيث أنها ترى أن رحيل العديد من اللاعبين الموهوبين سيشكل ضربة موجعة للدوري الإنجليزي الذي ينعش خزينة الدولة بأربعة مليارات يورو سنويا، هي حصيلة الضرائب المفروضة على أنديته.
هذا بالإضافة إلى العاملين في خدمة هذه البطولة والبالغ عددهم 12 ألف موظف الذين قد يفقد الكثير منهم وظائفهم جراء هذا القرار المزمع اتخاذه، كما أن هناك أيضا 700 ألف زائر يتوافدون على إنجلترا سنويا في إطار ما يسمى بـ “السياحة الكروية”.
الطريق الصحيح
كما قالت رابطة الدوري الإنجليزي في بيان لها يوم الاربعاء الماضي: “سنعمل على تحديد عدد اللاعبين القادمين من الخارج (في المستقبل) وفي الوقت نفسه سندعم قدر الإمكان النظام الخاص بتطور اللاعبين، الذي يعد الأهم عالميا، الانتصارات التي تحققت في بطولات كأس العالم تحت 17 و20 عاما، بالإضافة إلى وصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي مونديال روسيا تدل على أن هذا النظام يسير على الطريق الصحيح”.
وعقدت رابطة الدوري الإنجليزي مؤخرا اجتماعا مع رابطة دوري الدرجة الثانية في إنجلترا ورابطة الدوري الاسكتلندي، واتفق الأطراف الثلاثة على أن قرار إنجلترا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي لا يجب أن يضعف الأندية البريطانية أو يحرم هذه الأندية من التعاقد مع لاعبين عالميين.
ومن جانبه، أكد جاريث ساويثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم أن هناك انقسام داخل اتحاد الكرة الإنجليزي حول قرار تقليص عدد اللاعبين الأجانب في الأندية المختلفة، مؤكدا أن هذا القرار لن يكون له تأثير كبير على صالح الكرة في بلاده.
وطالبت الحكومة البريطانية كل من اتحاد الكرة الإنجليزي ورابطة الأندية الإنجليزية بالاتفاق على رؤية واحدة في هذا الخصوص، ولكن يبدو أن هذا الأمر غير قابل للتحقق في ظل تشبث كل طرف بموقفه.