لماذا فشلت السعودية في شراء نيوكاسل يونايتد عام 2020؟
أعلن صندوق الاستثمار السعودي الذي يرأسه ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، سحب عرضه من أجل شراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، والذي كان يُقدر بنحو 300 مليون جنيه إسترليني فقط.
وفي بيان رسمي، أعلن صندوق الاستثمار السعودي سحب العرض الرسمي لشراء نادي نيوكاسل، وهو القرار الذي قوبل بعاصفة من الانتقادات وردود الفعل الغاضبة من جماهير الفريق الإنجليزي.
وانتظر جمهور الماكبايس إنتقال ملكية النادي إلى المستثمرين الجدد في السعودية، لإعادة هيبة النادي على المستوى المحلي في إنجلترا والمشاركة في البطولات الأوروبية مستقبلاً كما حدث في تجربة مانشستر سيتي وتجربة تشيلسي.
وكان صندوق الاستثمارات العامة المرتبط بولي العهد السعودي على بعد خطوات من إتمام الاستحواذ الذي يشاركه فيه أطراف عدة، بعد تسديده في أبريل مبلغا مقدما قيمته 17 مليون جنيه استرليني (نحو 21 مليون دولار) لمالك النادي الحالي مايك آشلي.
وأدت الأزمة المالية الراهنة التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد، إلى خفض قيمة الصفقة التي تم التداول بها منذ أشهر، وكانت لتتيح للسعودية من خلال صندوق رسمي دخول عالم الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن هذه الخطوة لاقت معارضة واسعة من منظمات حقوق الإنسان التي تنتقد سجل المملكة في هذا المجال، إضافة إلى شبكة “بي إن سبورتس” القطرية التي تتهم الرياض بالوقوف خلف شبكة “بي آوت كيو beoutQ” لقرصنة محتواها الرياضي والترفيهي.
هل قطر السبب؟
حاولت العديد من المواقع والصحف المحلية الانجليزية تفسير سبب فشل السعودية في شراء نيوكاسل يونايتد هذا الصيف، وتوضيح إذا ما كانت قطر تسببت في انهيار الصفقة بسبب شكواها الرسمية إلى رابطة الدوري الانجليزي بخصوص قرصنة مباريات البريميرليج من قبل قناة حظت برعاية حكومية من السعودية خلال عامي 2017 و2018 حتى نهاية عام 2019.
لكن صندوق الاستثمار السعودي نفى بشكل غير مباشر تدخل قطر في المسألة بإصدار بيان مشترك مع شركة “بي سي بي كابيتال” والأخوين البريطانيين ديفيد وسايمون روبن، وهم الأطراف الثلاثة الذين كانوا مشاركين في الصفقة.
وقال البيان “مع تقدير عميق لمجتمع مدينة نيوكاسل وأهمية فريق كرة القدم لسكانها، توصلنا إلى قرار بسحب اهتمامنا بالاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم.. ونقوم بذلك بأسف كبير، لأننا كنا متحمسين وملتزمين بشكل كامل للاستثمار في مدينة نيوكاسل العظيمة، وكنا نؤمن بقدرتنا على إعادة النادي إلى المكانة الجديرة بتاريخه، تقاليده، ومشجعيه”.
وأضاف “كنا نشعر بمسؤولية تجاه مشجعي نيوكاسل، ولكن بصفتنا مستثمرًا ذاتيًا وتجاريًا بحتًا انصب تركيزنا على بناء قيمة طويلة الأمد للنادي ومعجبيه والمجتمع حيث ظللنا ملتزمين بالتعاون والعملية والاستباقية خلال فترة صعبة من عدم اليقين العالمي والتحديات الكبيرة للجماهير والنادي”.
وواصل “في نهاية المطاف، خلال العملية التي طال أمدها بشكل غير متوقع، انتهت صلاحية الاتفاقية التجارية بين مجموعة الاستثمار ومالكي النادي، ولم يكن من الممكن الحفاظ على أطروحة الاستثمار لدينا، خاصة مع عدم الوضوح فيما يتعلق بالظروف التي سيبدأ فيها الموسم المقبل 2021/2020 والمعايير الجديدة التي سوف تنشأ للمباريات والتدريب والأنشطة الأخرى”.
وأشار البيان إلى أنه في الكثير من الأحيان تحدث استثمارات مقترحة في فترات غير مؤكدة، ما يحول الأمر إلى عدو للصفقة، لاسيما خلال هذه المرحلة الصعبة التي تميزت بالعديد من التحديات الحقيقية التي تواجه الصندوق السعودي من فيروس كورونا Covid-19.
وختم البيان “نشعر بالتعاطف الكبير مع جماهير نيوكاسل يونايتد، الذين شاركنا معهم التزامًا كبيرًا بمساعدة النادي في تسخير إمكاناتها الهائلة والبناء على إرثها التاريخي المثير للإعجاب أثناء العمل عن كثب مع المجتمع المحلي”.
“نود أن نقول إننا نقدر حقًا تعبيراتك المدهشة عن دعمك وصبرك طوال هذه العملية. نأسف لأنه ليس كذلك، ونتمنى للفريق والجميع المرتبطين به التوفيق والنجاح”.